كل من وصل سن المعاش عنده من الأمراض ما يكفي ويزيد.. وأعمار معظم المرشحين للرئاسة فوق السبعين. أو أقل قليلاً. فيما عدا اثنين وليس ثلاثة.. شركات التأمين علي الحياة ترفض أن تؤمن علي كبار السن!!.. كما أن شهادات التسنين كانت هي العرف السائد. لم يسلم منها واحد من أبناء جيلنا. كما كانت "الداية" والطبيب المولد وموظف الصحة قد يغير أسماءنا علي "مزاجه".. ولكن تلك قصة أخري. أمراض الشيخوخة: قلب وسكر وكبد. ووجع مفاصل. وضغط دم. وما يستجد.. كل من دخل السجن وذاق فنون العذاب. يخرج بعاهات. يأخذ شهادة عفو بتقرير طبي يؤكد أنه "شُرُك".. الطبقة الحاكمة والحالمة. أصحاب سوابق ومرض.. أشهرهم "أيمن نور" و"خيرت الشاطر". ولو أنهما من العشرة الذين تم استبعادهم.. وإذا كان كل منهما قد رفض طلبه لأسباب أخري لا علاقة لها بالصحة. والعافية.. فإن السجل الرسمي يقول بأن "أيمن" تشخيصه ضغط وسكر.. و"الشاطر" قصور في الشريان التاجي وتضخم في عضلة القلب. وطبعاً ضغط دم والتهاب أعصاب وحصوات في الكلي. تقارير أخري تنتهي بالتحذير من الموت إذا استمر الحبس.. ولو كانوا في قصر العيني.. علي أساس أن دخول القصر الجمهوري يرد الروح.. أما إذا كانت التقارير كاذبة بتلفيق الأطباء. أو ادعاء المساجين. فالمصيبة أكبر.. ولو أننا لا نعتبر الكذب أم الكبائر. هي التي أسقطت الرئيس الأمريكي "ريتشارد نيكسون" وليس التجسس علي خصومه. وهي التي أنقذت "بيل كلينتون" بعد أن تعلم الدرس واعترف بعلاقته مع "مونيكا" فغفر الشعب له. وبقي في البيت الأبيض. من لم يصل منهم إلي سن الستين وإن دخل الصغار "حمدين صباحي" فإنه يعالج من الروماتويد.. وهشام البسطويسي أجري عملية قلب مفتوح.. يتبقي مرض العصر وهو السهر والنسيان وما يسمي بكل اللغات "الزهايمر" فيه ينسي المرء نفسه وأهله. فما بالك بالخمسة وثمانين مليوناً هم أبناء شعبه؟! أمراض الرؤساء النفسية أخطر. ما يعرف منها وما يخفي. هناك البارانويا والصرع والسادية والاكتئاب وما يتخصص فيه أساتذة علم النفس وقد أصبحوا كثيرين يظهرون كل يوم علي شاشات التليفزيون ويكتبون باستمرار في الصحف. إنه موسم تحليل الرؤساء ولو من وجوههم. علي سبيل المثال قالوا عن د."عبدالمنعم أبوالفتوح" إنه شخصية جادة. حسن الخلق يحب القيادة. سريع الانفعال يتقبل الأفكار الجديدة وله قدرة علي النقاش والجدل. وعن "أحمد شفيق" أنه واقعي حساس هادئ متفائل. يعشق القيادة. متسلط يتمسك بقراراته. مجامل يعطي وعوداً قد لا ينفذها. وعن "عمرو موسي" أنه سريع البديهة صاحب خيال واسع. وعقلية تحليلية واجتماعية. لا يتمسك بآرائه. بل يمكنه الرجوع عنها. ولم يعد مهماً التعرف علي "خيرت الشاطر" أو "حازم أبوإسماعيل".. ربما نحتاج لذلك في وقت لاحق. المطلوب أن تكون الحالة الصحية والنفسية من بين أوراق التقدم للترشيح رئيساً للبلاد.. بل عند التقدم لأي وظيفة حساسة. حتي ولو كانت حارس عقار!! أليس من حقنا أن نسأل: ازي صحة الريس؟!.. وأن نعرف التفاصيل أولاً بأول؟!.. وألا يكون قلقنا وتساؤلنا يقود إلي السجن!! أصيب "جمال عبدالناصر" بالسكر والتهاب الأعصاب وتصلب الشرايين وجلطات تتكرر.. كل ذلك أسموه أنفلونزا أو إرهاق. مثلما أطلقوا علي هزيمة يونيه كلمة "نكسة".. حتي عندما اضطر للسفر أياماً للعلاج في مصحة سوفيتية شهيرة. قالوا إنها مجرد استراحة محارب. وعندما سافر "حسني مبارك" إلي ألمانيا وأجري عملية جراحية دقيقة أعلن الدكتور "حاتم الجبلي" وزير الصحة وقتها أنها زوائد حميدة في الإثني عشر. بينما كثيرون يعرفون أنه سرطان رأس البنكرياس. الداء الذي توفي به شاه إيران. ولم يعلن عن إصابة مبارك به إلا عندما أعلنها في المحكمة محاميه "فريد الديب".. قبلها عولج بالجراحة من آلام في إحدي فقرات الظهر. ولم يعلن أي تقرير عن حالته.. وقبلها أغمي عليه أثناء خطاب له بمجلس الشعب. ولم نعرف حقيقة الأمر.. وعرفنا بعد سقوطه سوء حالته النفسية لسنوات بعد فقدان حفيده.. ودائماً كان يسافر إلي مصحات خاصة يعرفها حكام العرب. تعيد الشيخ إلي صباه. هناك أيضاً ضعف الحواس.. وقد كان مبارك لا يسمع جيداً. يضع يده علي أذنه حتي يستوعب ما يقال. لابد أن نعرف رؤساءنا قبل أن يحكمونا.. حتي لا نقول مرة أخري: آسفين الطيارة وقعت