قال موقع إخباري إسرائيلي، إنَّ الحبيب الكزدغلي، عميد كليّة الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة (25 كلم غرب تونس)، يناضل ضدّ "المتطرفين، كما تناضل إسرائيل ضد التطرف الفلسطيني". يأتي ذلك في وقت قرّر فيه السلفيون، الجمعة، المعتصمون بهذه الكلية، إيقاف التحركات الاحتجاجية بالكلية، دون التنازل عن حق المنقبات في الدراسة، وتفويض الأمر إلى سلطة الإشراف (وزارة التعليم العالي) والمجتمع المدني. كما قرر المتجمعون المطالبة بإقالة عميد الكلية. ونشر موقع "هويّتي يهودي" مقالاً كتبه المحامي التونسي سهيّل فتوح (معروف بمساندته للصهيونية)، قال فيه إنَّ: عميد كليّة الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة يعتبر "رمزًا للمقاومة الديمقراطية، في تونس، وذلك بعد تصديه "للمجموعات السلفية المتطرّفة، وعمله على منع دخول المنقبات للدراسة". كما اعتبر موقع "هويتي يهودي"، الكزدغلي، العضو في "الجمعية التاريخية لليهود من تونس"، وكذلك في المنظمة الدولية المستقلة "مشروع علاء الدين"، التي تعنى ب"تعزيز التفاهم بين الثقافات وخاصة بين اليهود والإسلاميين"، "رمزًا ديمقراطيًا لمقاومة الفاشيين الذين يريدون السيطرة على الفضاء الأكاديمي، في وقت عجزت فيه السلطات عن فرض النظام، نظرًا لافتقارها للإرادة السياسية في هذا الاتجاه". وتعيش هذه الكليّة، الواقعة في ضواحي تونس العاصمة، منذ الثامن والعشرين من تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، حالة احتقان، نتيجة اعتصامٍ يقوم بتنفيذه عددٌ من الطلاب، من أنصار الفكر السلفي، الذين يطالبون بتسجيل طالبات منقبات ومنع الاختلاط. كما شهدت هذه الكلية، التي يدرس فيها أكثر من 15 ألف طالب، الأربعاء الماضي، حوادث بين سلفيين، وطلاب نقابيين، في حرم الجامعة، بعد إصرار عدد من المنقبات على مخالفة اللوائح الداخلية للجامعة، كما قامت مجموعة من الإسلاميين "المتشددين"، بنزع العلم التونسي عن سطح المبنى لفترة، ورفعت في مكانه علم السلفيين الأسود. ومن شأن هذه "الشهادة في حقّ الكزدغلي" أن تُغذّي الاتهامات التي يوجّهها الإسلاميون ضدّ الحبيب الكزدغلي، بأنّه لا يريد حلَّ المشكلة التي تعيشها الكليّة بطريقة سلمية. كما وجّه وزير التعليم العالي التونسي، المنصف بن سالم، الخميس، اتّهامًا للكزدغلي بأنّه "لا يريد حل هذه المشكلة بطريقة سلمية". وقال بن سالم، على هامش مؤتمر صحافي، عقده في قصر قرطاج الرئاسي، إن "العميد لم يفعل ما يجب فعله، لحل المشكلة سلميًا، لأن لديه نيات سياسية مبيتة". وتابع إن "قضية منوبة مشكلة مفتعلة، هناك 96 فتاة في تونس ترتدي النقاب في المؤسسات الجامعية ال193، وليست هناك أي مشكلة سوى في منوبة"، داعيًا "المجلس الوطني التأسيسي إلى البت في القضية". وفي السياق ذاته، أكّد علي العريض، وزير الداخلية، "عدم رغبة إدارة الكلية في إيجاد حل لمشكلة كلية الآداب بمنوبة". وقال "جميع الجامعات في تونس تجد حلولاً لمشاكلها، إلا كلية الآداب بمنوبة"، مفسّرا ذلك ب"عدم تعاون عميد الكلية". وأضاف أن "عميد الكلية يتحدث في وسائل الإعلام عن عدم تدخل الأمن لحل المسألة في حين أنه عندما يكون الأمن جاهزا للتدخل يرفض العميد ذلك"، موضحًا أن "إدارة كلية الآداب ترغب في إطالة القضية، وليست حريصة على إيجاد حل لها"، مؤكدا أنّ "القضية مسيسة ويجب أن تخرج السياسة من الكلية".