يستحق اللاعبون جميعا سواء من الأهلي أو الزمالك أن نبارك لهما الأداء الذي امتعونا به 120 دقيقة متحملين الحرارة الساخنة وظروف مباريات هذا الديربي القاسية لأنها محط أنظار الجميع ولجماهيرتها الطاغية حتى من غير أنصار الناديين. لعب الأهلي أفضل مبارياته منذ سنوات لأنه هذه المرة تعرض للهزيمة ثلاث مرات، لكنه لم يهدأ وظل يقاوم حتى آخر دقيقتين من الوقت الأصلي حين أحرز أبو تريكة هدف التعادل. لقد أنصف القدر الأهلي لأنه ضيع فرصا بالجملة طوال التسعين دقيقة الأولى برغم أنه كاد يتعرض للهزيمة بهدف عمرو زكي المقاتل وشيكا بالا الممتع الذي غير شكل الزمالك بعد نزوله ولا ندري لماذا ادخره هنري ميشيل وهو لاعب مفيد جدا في الكرات المرتدة التي كان يحتاج فيها إلى صانع العاب ماهر مثل حازم امام وجمال حمزة وإلى لياقة زملائه التي كانوا قد فقدوا أكثر من نصفها وقت نزوله فلم يستفيدوا من امكانياته ومهاراته، وأحرز هدفه بمجهود فردي، وصنع الهدف الثالث الرائع لجمال حمزة. لا ندري أيضا لماذا غاب عبدالحليم علي من خط الهجوم حتى يمكن الاستفادة من حمزة كصانع ألعاب ومن امكانيات عبدالحليم في خلخلة دفاع المنافس لصالح عمرو زكي ومهارات شيكا. كان جمال حمزة متوقفا تماما لأنه لا يصلح في المركز الذي وضعه فيه ميشيل، وهدفه الذي أحرزه في الشوط الأول الاضافي جاء حين تأخر وتقدم من الخلف. أدى لاعبو الزمالك ما عليهم بينما كان ميشيل غائبا تماما عن المباراة، ولم نر تدخلاته للحد من هجوم الأهلي الشرس بحثا عن التعادل، وترك أبو تريكة حرا طليقا فخرجت منه التمريرات المتقنة التي انتهت بهدفي اسامة حسني، بمساعدة البديل الممتاز أحمد صديق الذي دفع به مانويل جوزيه في الوقت المناسب. ولم ينبه دفاعه إلى ضرورة احكام الرقابة على اسامة الذي دخل بديلا لفلافيو فظن مدافعو الزمالك أن مصدر الخطر لم يعد موجودا! أما جوزيه فأجاد التعامل مع المباراة التي كانت بينه وبين مدير فني مغيب، وجاءت تبديلاته معقولة جدا وكانت هي أوراقه الرابحة، وهذا لا يعني أن الزمالك كان سيئا، فقد استطاع التسجيل ثلاث مرات في مرمى الأهلي وضاعت منه فرصة التعادل في الدقيقتين الأخيرتين من الوقت الاضافي، وهذه من الأمور النادرة، خاصة أن الأهلي كان في قمة لياقة لاعبيه وحماسهم. لم يهدأوا دقيقة واحدة وكانوا مصرين على الكأس منذ الدقيقة الأولى. مبروك للأهلي الكأس والأداء والاصرار.. ومبروك للزمالك شرف المحاولة ومساهمته في أجمل نهاية لموسم كروي طويل، وأمتع نهائي لكأس مصر، علما أنه لم يفز على الأهلي منذ 48 عاما في مثل هذا النهائي. إذا كان من حق لاعبي الأهلي أن يسعدوا ببطولة جديدة كانت في عرينهم من الموسم الماضي، ومن حق الجماهير الحمراء أن تفخر بفريقها، فمن واجب جماهير الزمالك أن تحيي لاعبيها فقد بذلوا أقصى ما يستطيعون وحاولوا الفوز، لكن الرياضة فوز وخسارة، ومباريات الكأس لا تنتهي إلا بفائز وخاسر وبطل ووصيف. لقد انهى الزمالك هذا الموسم بحلوه ومره، لكنه يحتاج إلى التدعيم بلاعبين سوبر وحارس مرمى على أعلى مستوى إذا أراد أن ينافس على بطولة في الموسم القادم، فلا يكفي كريم ذكري وبشير التابعي، خاصة أن الأهلي دعم صفوفه بصفقات ممتازة خصوصا اينو وعبد ربه وفي طريقه للاعبين آخرين على نفس المستوى أو أفضل. أنصف القدر أمير عبدالحميد ولابد أنه ينعم بدعاء والديه، فقد تسبب في الهدف الأول بخروجه الخاطئ، ولو خسر الأهلي الكأس لكان هو سببا رئيسيا.