الضربات الموجعة التي تلقاها التليفون الثابت مؤخرا في مصر أحدثت تغيرا واضحا في خريطة سوق الاتصالات المصرية حيث فقدت الشركة المصرية للاتصالات 5.1 مليون مشترك خلال عام واحد بعد ان رفضوا تسديد اشتراكاتهم في الوقت الذي زاد فيه عدد مشتركي خدمات المحمول في مصر بنحور 007 ألف مشترك خلال نوفمبر 9002 ليتجاوز إجمالي العملاء 86.35 مليون..طبقا لأرقام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء . جريدة الاخبار نشرت نتائج دراسة حديثة اجرتها الشعبة الاقتصادية بالغرفة التجارية توقعت اختفاء التليفون الارضي خلال الخمس سنوات المقبلة وارجعت الدراسة ذلك الي الخدمات الهائلة التي يوفرها المحمول حاليا والتي تتنامي بسرعة كبيرة في ظل التطور التكنولوجي الهائل.. فضلا عن التخفيضات الكبيرة علي تعريفة الاتصال التي قامت بها شركات التليفون المحمول خلال الفترة الأخيرة.. الباحث ياسر الشاذلي الذي اعد الدراسة اكد ان هناك عقبات كبيرة تواجه التليفون الثابت حاليا اهمها الاشتراكات الثابتة وغرامات التأخير المحددة سلفا علي اعتبار ان المستهلك مجبر علي استخدام الخدمة مما أدي الي توقف دخول مشتركين جدد بالاضافة الي إيقاف العديد من المشتركين القدامي لخدمة التليفون الأرضي لديهم. واشار الي ان امتلاك كل افراد الاسرة لمحمول او علي الاقل معظمهما جعل من فاتورة التليفون الثابت عبئا كبيراً علي ميزانية الأسر فضلا عن اعتماد المصريين العاملين بالخارج في إجازاتهم السنوية التي تتراوح ما بين شهر وشهرين علي خدمات المحمول لرخص سعره. الدكتور طلعت عمرو نائب رئيس جمعية مهندسي الاتصالات اكد انه لا يمكننا القول ان شركات المحمول تنافس شركة التليفون الثابت فكل منها يقدم خدمة محددة ولكل منهما ظروفه ومن الصعب ان نضع وسيلتي الاتصال في مقارنة نظرا لطبيعة كل منها المختلفة لكن لا أحد ينكر ان هناك تأثيرا كبيرا من التليفون المحمول علي التليفون الارضي وهناك عدد كبير من المواطنين استغنوا عن التليفون الثابت بعد امتلاكهم المحمول لذلك فقد اصبحت هناك ضرورة في ان تعيد شركة الاتصالات النظر في سياستها حيث تحمل الشركة المواطن اعباء مالية كبيرة في صورة مصاريف إدارية متكررة خلال العام مع كل فاتورة تليفون مشيرا الي ضرورة الغاء النظام الحالي للفواتير وجعله يتماشي وفقاً للأسعار العالمية حيث ان نظام المحاسبة الحالي أعلي مما هو موجود بالدول الأوروبية فضلا عن ضرورة إلغاء أو تخفيض مصاريف التركيب واشتراك الخواص مثل خاصية إظهار رقم الطالب. ويؤكد عمرو ان هناك مشكلة إدارة بشركة الاتصالات فبالرغم من محاولة حمايتها بجميع الاشكال من الدولة حتي اصبحت المحتكر الوحيد لسوق الاتصالات الا ان هناك نوعا من فقدان الثقة بين المواطن والشركة خاصة في ظل عدم وجود معايير واضحة امام المواطن لحساب استهلاكه فيجد المواطن نفسه في النهاية امام فاتورة ضخمة مثقلة بالاشتراكات والمصروفات الادارية سواء استخدم التليفون ام لم يستخدمه. وزاد علي ذلك انه كان يتم دفع الفواتير مرتين فقط في العام اما الان فأصبحت 4 مرات مما يزيد العبء علي المستهلك لا زدياد التكلفة بما يقارب 002٪ ولأن المنتفع بالخدمة يدفع تكاليف أساسية باهظة دون ان يستخدمها في الاتصال. عروض ترويجية المهندس عماد الأزهري نائب الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للاتصالات اكد ان هناك تجاوبا من المواطنين مع العروض التي تطرحها المصرية للاتصالات بين فترة وأخري.. وقال ان هناك عروضا ترويجية نطرحها بصفة مؤقتة ونقوم بدراسة مدي اقبال العملاء علي كل عرض..فاذا وجدنا اقبالا كبيرا علي عرض بعينه يتحول الي منتج للشركة ونستمر في تقديمه مادام يحقق فوائد مشتركة للشركة وعملائها في وقت واحد. مؤكدا ان الشركة تدرس حاليا طرح عروض جديدة قريبا تماثل أو تفوق العروض الأخيرة لتقدم كل ما هو مفيد وجديد للعملاء واتاحة خدماتنا بأقل الأسعار الممكنة وبجودة عالية. وأضاف الازهري ان ما يردده البعض من ان المصرية للاتصالات بما تقدمه من عروض تخوض حربا لحرق الأسعار أمر غير صحيح مشيرا لحرص الشركة علي استقرار سوق الاتصالات في مصر ولاحترامها لالتزاماتها ومسئولياتها القومية.. واذعانها للقوانين المنظمة لقطاع الاتصالات. وأضاف ان الشركة حريصة قبل طرح أي عرض ترويجي علي التشاور مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والحصول علي موافقته بشكل صريح كشرط لتقديم الخدمات والعروض الجديدة مشيراً الي ان عروض المصرية للاتصالات واضحة وصريحة وتكاشف عملاءها بالحقيقة دون لبس أو غموض واننا عندما نقول ان دقيقة الاتصال من الثابت الي المحمول ب 51 قرشا فإن العرض يسري علي الاتصال من أول دقيقة وليس الدقيقة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة كما يفعل البعض. وأكد الازهري ان العروض الاخيرة كانت مشجعة للغاية وفات نتائجها كل توقعاتنا حيث زاد عدد المشتركين الذين تقدموا بطلبات تركيب خطوط جديدة علي 001 ألف مشترك.. فضلا عن عشرات الألوف من العملاء الذين طلبوا الاشتراك في خاصية النداء الالي للاستفادة من تخفيض تعريفة الاتصال بالمحافظات. واضاف: لأول مرة منذ سنوات طويلة نجد مثل هذا الاقبال الهائل علي خدمات وعروض تقدمها المصرية للاتصالات.. ولأول مرة نجد أيضاً هذه المعدلات الضخمة في اقبال الناس علي الاستفادة من خدماتنا بشكل يفوق المعدلات الطبيعية بأضعاف مضاعفة.