اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت بإعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن استراتيجيته الجديدة للأمن القومي وركزت على الفصل بين الإسلام والإرهاب والتركيز أكثر على العمل الدبلوماسي والتعاون الدولي في التعامل مع الأزمات الدولية التي تؤثر في المصالح القومية الأمريكية جريدة الوطن العمانية رأت أن الولاياتالمتحدة بدأت تدرك حجم المآزق والأخطار التي أوقعتها فيها السياسات المغامرة لليمين الأمريكي المتطرف بشكل خاص بزعامة الرئيس السابق جورج بوش (الصغير)، وأن تغير الأحوال وتقلب الظروف مع تقلبات الأيام والدهور من سنن الحياة ، فدوام الحال من المحال ، ذلك أن صورة الولاياتالمتحدة التي لطختها السياسات العدوانية المغامرة التي التصقت بها على مدى عقود والتي زادتها استراتيجية رعاة البقر الهمجية تشوها وقمائة ، تلك السياسة التي كانت تنفذ تحت شعارات زائفة مثل: حماية الأمن والاستقرار العالمي ، ونشر الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان ومناصرة الشعوب ، والقضاء على الأمراض والجوع والفقر ، تلك السياسة التي أدت الى إضعاف تحالفات الولاياتالمتحدة وبالتالي أضعفت قدرتها على حل مسائل وقضايا تتعارض مع سياساتها ومصالح حلفائها . فأصبحت اليوم تستجدي المواقف والأمثلة على ذلك كثيرة. فعلى الصعيد العسكري والاقتصادي مثلا ، وكنتيجة لتلك السياسة الحمقاء ، فحدث ولا حرج فالعجلات الأمريكية لا تزال غارزة في المستنقع العراقي والوحل الأفغاني ، وتسعى حاليًّا إلى إيجاد أوضاع هادئة تسمح لها بخروج آمن. وختمت الجريدة إن الولاياتالمتحدة إذا ما أرادت أن تنظف وليس تلمع صورتها وتكسب احترام الجميع ليس في الشرق الأوسط ، وحسب ، بل في العالم كله أن تتخلى عن سياسة الكيل بمكيالين والفوقية والغطرسة ، وتبني السياسات الكاذبة والمخادعة تجاه القضايا والهموم المعاصرة التي تعاني منها البشربة. جريدة البيان الاماراتية انتقدت تأخر إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في قرار تخليها عن عقيدة الحرب على الإرهاب واثنت على تمكن الادارة الامريكية من التخلص من أسْر عبثية رد الفعل الانفعالي تجاه أفعال تنظيم متطرف، والاعتراف بأن حربي العراق وأفغانستان وجهود محاربة التطرف لا يمكن أن تحدد التزام أميركا في العالم، وهو إقرار بأن هذا النوع من الفعل أضرّ بصورة أميركا العالمية. وفي ضوء هذا التحول في المنهجية الحربية، شددت الإدارة الأميركية على ألا تقع أعباء القرن الجديد على عاتق أميركا وحدها، وهو إقرار ضمني بالإرهاق الاقتصادي الذي تسببت به الحرب على أكثر من جبهة ولنحو عشر سنوات تقريباً.. فضلاً عن ما يمكن اعتباره تخلياً قسرياً عن مهمة «وكيل أمن العالم» بلا مقابل في وقت صعب مالياً عقلانية جديدة تدخل في رسم السياسة الأميركية التي تغوص في صراعين مريرين، وتحضر لصراعين آخرين، فضلاً عن معركة صامتة على جبهة تسوية الصراع العربي الإسرائيلي.. نأمل أن تترجم تهدئة للمشهد الدولي الذي تسابق حرارته السياسية، هذه الأيام، حرارة المناخ.