تملأ اكوام القمامة طرق وشوارع قطاع غزة لتزيد من معاناة سكانه وتهدد بكارثة بيئية وصحية غير مسبوقة، بسبب اضراب عمال النظافة في اطار الاضراب المفتوح لموظفي البلديات للمطالبة برواتبهم الشهرية المتاخرة منذ عام. وباتت الرواح الكريهة تملأ كل مكان وتستقبل الداخل الى اي مدينة او قرية في القطاع بسبب المشكلة التي استفحلت مع استمرار الاضراب المفتوح الذي اعلن قبل اسبوع. ورغم الاخطار التي حذرت منها البلدية، يلهو الطفل حيدر بين اكوام القمامة قرب مقبرة الشهداء في حي الزيتون في شرق مدينة غزة غير ابه بما قد يلحق به من ضرر. ويقول حيدر البالغ من العمر اثني عشر عاما بعد المدرسة ناتي لنبحث عن الالومنيوم والنحاس لنبيعه ونساعد اهلنا. ويعيش سكان قطاع غزة تحت خط الفقر. وتصل نسبة الفقر في القطاع الى اكثر من 60% بالمائة بينما البطالة تزيد في بعض الاحيان عن 70% وفقا لمصادر في وزارة العمل ووكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينيين (الانروا). وتحاول ام حيدر التي تضع على انفها قطعة من القماش تلافيا للرائحة الكريهة منع ابنها من البحث في القمامة. وتقول لا اريده ان يمرض. لا يوجد لدينا مال لعلاجه، ثم تستدرك نريد ان نعيش حياة مقبولة. ومع دخول اضراب موظفي البلديات اسبوعه الثاني، حذر ماجد ابو رمضان رئيس اتحاد البلديات في قطاع غزة من انهيار العمل في كافة القطاعات، قال انه يهدد بكارثة نحن في غنى عنها.واضاف ابو رمضان وهو رئيس بلدية غزة، كبرى بلديات القطاع، التي تخدم قرابة نصف مليون شخص يجب ان تتوفر الرواتب للموظفين كي يعيشوا حياة كريمة. ويعيش في قطاع غزة المحاصر منذ عام قرابة مليون ونصف مليون شخص في بقعة لا تزيد عن 360 كيلومترا مربعا ولا يوجد للقطاع سوى بوابة واحدة على العالم الخارجي وهي معبر رفح الحدودي مع مصر والمغلق بشكل شبه دائم منذ خطف مجموعات مسلحة فلسطينية الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت في حزيران العام الماضي. وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان من كارثة بيئية وصحية بسبب اطنان الزبالة والنفايات الصلبة التي تملأ الشوارع وبين البيوت القديمة. وتابع الخطر يزداد يوما بعد يوم بسبب التفاعلات الكيماوية الناتجة عن المواد السامة وانبعاث الروائح الكريهة خشية ان تنتشر الاوبئة والامراض المعدية مع ازدياد الذباب والبعوض. وحذرت سلطة البيئة من احراق القمامة لما لها من اثار سلبية مدمرة على الوضع البيئي مطالبة بحماية المواطنين من كارثة بيئية غير مستبعدة اذا استمر تكدس الفضلات المنزلية.