تمكن إمبراطور الصحافة روبرت مردوخ من تحقيق المعجزة بتكوين واحدة من أكبر إمبراطوريات الصحافة والإعلام فى العالم بأصول تزيد عن 76 مليار دولار انطلاقا من صحيفة صغيرة فى استراليا التى هاجرت إليها عائلته؟. هذا هو التساؤل الرئيسى الذى تمحور حوله كتاب جديد صدر فى فرنسا من دار نشر فايار بعنوان (ميديا بيزنيس لونوفال الدورادو) "الأعمال والإعلام والثروة الجديدة" بقلم الكاتبين الفرنسيين دانيال جرانيه وكاترين لامور. ويشكك الكتاب بشكل غير مباشر فى عقيدة مردوخ اليهودية بالتأكيد على أنه وريث عائلة قس انجليكانى هاجر من استكتلندا إلى استراليا للتبشير بالديانة المسيحية مؤكدا مع ذلك اعتناق مردوخ لأفكار المحافظين الجدد فى الولاياتالمتحدة بشكل متشدد لدرجة قيامه بوضع وسائل إعلامه فى خدمة استراتيجيتهم بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن. وتتكون إمبراطورية مردوخ الإعلامية من 175 إصدارا و محطة تلفزيونية أهمها فى انجلترا وهى "تايمز" و"ذا صن" و"نيوز اوف ذا وورلد".. أما أهم ممتلكاته فى أمريكا فهى "نيويورك بوست" و"ويكلى ستاندرد" إضافة إلى القنوات التلفزيونية "فوكس" و"سكاى" و"دايريكت تى فى" فضلا عن استوديوهات السينما توينتى سينتشورى فوكس ودار النشر هاربر كولينز والموقع على الإنترنت ماى سبيس, ولا تقتصر ثروة مردوخ الصحفية على هاتين الدولتين لكنها تمتد لتشمل قنوات مشفرة فى آسيا وأوروبا الشرقية. ويرى المؤلفان أن نجاح مردوخ مؤخرا فى شراء وول ستريت جورنال بنحو 5 مليارات دولار قد فتح حقبة جديدة فى شهية مردوخ 76 عاما التى لا حدود لها عندما يتعلق الأمر بمحاولة السيطرة على المشهد الإعلامى الأمريكى بتدعيمه المستمر لمجموعة نيوز كوربوريشين التى تمثل حاليا ثانى أكبر مجموعة إعلامية فى العالم.