تحرص "نولة". وهي باحثة ومترجمة وناشطة سياسية علي الأقل بمشاركتها في حركة الطلاب عام 72. علي أن تقدم أباها يوسف درويش في صورته التي تراها بعيون موضوعية ومحبة. لعب الرجل دورا حيويا في الكفاح المصري اليساري وهو اليهودي الذي اعتنق الإسلام بارادته. وقد عرف بأنه محامي العمال. رفض أن يغادر مصر رغم المغريات والمحاولات. ومع كل ما عاناه من مطاردة واعتقال. "نولة" يعني اسمها "هدية" تركها لزوجته عندما اعتقل عام 48 وقد توالي القبض عليه في كل مناسبة. وأحياناً بدون مناسبة. أما الفنانة الموهوبة "بسمة" فتفخر بأن "يوسف درويش" جدها.. وقد حاول البعض النيل منها لجذورها اليهودية. فكانت فرصة لاعادة الحديث عنه لانصافه. نشرت "نولة" مذكرات أبيها علي "الإنترنت" تمهيداً لطبعها في كتاب.. وقدمت صوراً ووثائق ومستندات لحفظها وتحقيقها ضمن مشروع "ذاكرة مصر المعاصرة" الذي يتحمس له ويشرف عليه الدكتور "خالد عزب" وترعاه "مكتبة الإسكندرية". نتابع فصولا منه علي صفحات الجرائد. آخرها عن حادث اغتيال رئيس وزراء مصر "بطرس باشا غالي" بمختلف أبعاده وجوانبه. تشارك فيه الباحثة "صفاء خليفة". يلفت نظري بعض الأسماء التي وردت في مذكرات "يوسف درويش". الدكتور "حامد سلطان" الذي أصبح أشهر أساتذة القانون الدولي. وكان صديقه وزميله في مدرسة "الفرير" الثانوية بالخرنفش. وفي الدراسة الجامعية بفرنسا.. وقد حضر الاثنان بالصدفة جلسة البرلمان التي قال فيها "عباس العقاد": إذا وجب علينا. فسوف نقضي علي أكبر رأس في البلد يقصد الملك فؤاد. فحوكم. ودخل السجن. واستمعا إلي محاضرات الدكتور "محمود عزمي" الذي عمل لفترة سكرتيرا لخديوي مصر "عباس حلمي الثاني" ومندوبا في المحافل الدولية وصحفيا رائدا.. وكان يؤمن بالاشتراكية. وتتردد أسماء كانت شريكة في النضال بصورة أو أخري مثل الدكتور "عبدالرزاق السنهوري" أشهر رئيس لمجلس الدولة. و"بهاء الدين كامل" والد الدكتور "حسين كامل بهاء الدين" أستاذ طب الأطفال الذي أصبح وزيرا للتعليم. والدكتور "إبراهيم حلمي عبدالرحمن" وزير التخطيط بعد ثورة يوليو. والدكتور "إبراهيم سعدالدين". و"عبدالمنعم نستلة". و"نبيل الهلالي" المحامي الشهير. و"سعيد خيال" القاضي الذي اتخذ مقالا له في جريدة "الجمهورية" بعد هزيمة يونيو ذريعة لفرض رقابة رسمية علي الصحف.. و"شهدي عطية" أشهر من قتل بسبب التعذيب في المعتقلات. و"أحمد بدرخان" و"جمال مدكور" و"كامل التلمساني" من المخرجين السينمائيين. و"عبدالرحمن الشرقاوي" صاحب رواية "الأرض". و"نعمان عاشور" صاحب مسرحية "الناس اللي تحت. واللي فوق" و"أحمد رشدي صالح" الأديب الذي تولي رئاسة تحرير مجلة "آخر ساعة" والنقاد "علي الراعي" و"محمود أمين العالم" والناشر "لطف الله سليمان" والأدباء "يوسف الشاروني" و"أديب ديمتري". و"رمسيس يونان" و"جورج حنين" من الفنانين التشكيليين. و"عبدالعزيز فهمي" و"مصطفي طيبة" و"ميشيل كامل" من الصحفيين. و"محمود العسكري" رئيس نقابة عمال نسيج شبرا الخيمة. وعدد من القيادات العمالية. ويذكر "يوسف درويش" معركة اليسار حول ترشيح الدكتور "عبدالعظيم أنيس" أستاذ الرياضيات والمفكر اليساري الذي ساهم في تأسيس جريدة "المساء" مع "خالد محيي الدين". لعضوية مجلس الأمة عن دائرة "الوايلي". إذ تخلي عن تأييده الرفاق وفضلوا الدعوة لمنافسه "عبدالعزيز مصطفي" الذي كان رئيسا لنقابة عمال الترام. ويروي قصة اتهامه بمحاولة اغتيال "جمال عبدالناصر" ببلاغ مدبر من "مصطفي أمين". إذ كان الصحفي الكبير يكره الشيوعية بضراوة. لم أعرف "يوسف درويش" شخصيا مع انه عاش طويلا حتي عام 2006. ولكنني التقيت برفيق له نفس ظروف حياته. ولد يهوديا وأسلم واعتقل وتمسك بالاقامة في مصر هو "صادق سعد" الذي كان يعمل في آخر أيامه بشركة المحاريث والهندسة المجاورة لمبني الجمهورية القديم. وكنت أسعي لشراء ثلاجة بالتقسيط!! *نقلا عن جريدة الجمهورية