شدد الرئيس السوري بشار الاسد والزعيم الدرزي اللبناني النائب وليد جنبلاط الاربعاء على تعزيز العلاقات السورية اللبنانية بعد سنوات العداء بما يمكنها من مواجهة التحديات المشتركة وفقا لما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). وكان الرئيس السوري بشار الاسد استقبل صباح الاربعاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لإتمام مصالحة مع واحد من أشد منتقديه السابقين في لبنان. وافادت الوكالة ان اللقاء تناول "الروابط الاخوية والتاريخية التي تجمع سوريا ولبنان واهمية تعزيز العلاقات السورية اللبنانية بما يمكنها من مواجهة التحديات المشتركة وخدمة مصالح الشعبين وقضايا العرب الجوهرية". تناول اللقاء "اهمية دور المقاومة لما تمثله من ضمانة في وجه المخططات التي تقودها اسرائيل والتي تستهدف المنطقة العربية برمتها". وأشاد جنبلاط بمواقف الاسد "تجاه لبنان وحرصه على امنه واستقراره مثمنا الجهود التى قام ويقوم بها لتوطيد علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين" . وكان جنبلاط قد تحول الى اشد المعادين لسوريا بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في عام 2005 وانتقد الاسد محملا اياه المسؤولية عن عملية القتل ، لكنه منذ ذلك الحين قال ان العلاقات الجيدة مع سوريا هامة من اجل منع لبنان من الانزلاق الى الفوضى والحفاظ على الاقلية الدرزية. وكان الاسد اعلن في مقابلة تلفزيونية في 24 مارس/اذار انه سيستقبل جنبلاط بعد القمة العربية التي عقدت في ليبيا السبت والاحد الماضيين. وبعد مقتل الحريري شكل جنبلاط راس حربة تحالف 14 مارس/اذار المدعوم من الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية التي اتهمت سوريا بالوقوف وراء الاغتيال كما انه كان احد اشد المنتقدين لحزب الله المدعوم من سوريا وايران وعملياته خارج نطاق الدولة اللبنانية التي يحكمها نظام طائفي. وكان حزب الله وحلفاؤه خاضوا قتالا مع اتباع جنبلاط وحلفائه في عام 2008 في صراع وضع لبنان على شفا حرب اهلية جديدة. واستعادت سوريا نفوذها في لبنان بعدما خرجت من عزلة كان يفرضها الغرب وتعاملها السلس في ادارة السياسة في لبنان والعلاقات مع بيروت.