كان للجنرال ياروزلسكي الذي ساعد في وضع نهاية للحكم الشيوعي في بولندا، مقومات خاصة داخل الحزب الشيوعي ،فقد شارك في الحرب العالمية الثانية، ورقي إلى رتبة جنرال عام ستة وخمسين، ثم انخرط بعد ذلك في صفوف الحزب خلال سنوات الستينيات ومع اندلاع الأزمة مع منظمة تضامن العمالية عام واحد وثمانين، اصبح الجنرال رئيسا للوزراء وزعيما للحزب ،وقد كان معروفا باعتداله، وحاول التوصل إلى حل وسط، لكنه فشل إقناع الجيش بالقمع العسكري وفرض الأحكام العرفية في هذه الأثناء وبدعم من الاتحاد السوفييتي، فرض حظر منظمة تضامن العمالية والقي القبض على زعيمها ليخ فاليسا.ورغم نجاحه في قمع الاضطرابات، فقد فشل الجنرال في إصلاح الاقتصاد البولندي المتهاوي وفي عام ثمانية وثمانين وافقت حكومته على الدخول في مفاوضات مع تضامن. وقد انتهت هذه المفاوضات في أبريل نيسان عام 1989 بالاتفاق على إصلاحات واسعة في النظام السياسي وإضفاء الشرعية على وجود منظمة تضامن وقد انتخب الجنرال ياروزلسكي في العام نفسه بأغلبية برلمانية صغيرة رئيسا للبلاد، وتخلى عن كل مناصبه الحزبية. استقال من الرئاسة في العام التالي ليخلفه ألد معارضيه في نفس المنصب