تمكن فريق من العلماء من وضع تصور لملامح وجه رجل من الإسكيمو بالاستعانة بالحمض النووي لخصلة من شعر رأسه،كان قد عثر عليها وسط الجليد في الثمانينات أثناء عمليات تنقيب أثرية في جزيرة جرينلند شمال كندا، ثم تم حفظ الخصلة في متحف التاريخ الطبيعي لكوبنهاجن بالدنمارك. بعد ثلاثين سنة وبفضل اكتشاف الحامض النووي تم فك شفرة الحامض النووي لهذا الرجل بواسطة خصلة شعره كما تم رسم بورتريه-روبوت يعطي صورة قريبة لشكله الحقيقي. رجل الإسكيمو الذي تم تحليل خصلة شعره كان ينتمي لشعب "السوكاك" وعاش قبل 4000 سنة وكان أسود العينين ذا بشرة سمراء وكان فكه الأعلى بارزا كما كان شعره غامق اللون وكثيف و فصيلة دمه A+ ويظهر الحامض النووي له أنه كان معرضا للصلع وللإصابة بالتهاب الأذن. هل يعد هذا خيالا علميا؟ يحذر بعض المتخصصين من المبالغة في الاعتماد على ما يوفره الحامض النووي حول المظهر الخارجي لكن ذلك لا ينفي جدية النتائج التي تسفر عنها هذه التحاليل خاصة إذا كان فك الشفرة الوراثية يتم بواسطة الشعر أو الأظافر حيث يحتفظان بالتركيبة الأصلية للحامض النووي أكثر من باقي أعضاء الجسم. لكن الأهم في مثل هذا النوع من الدراسات أنها تعطي اكتشافات حول أصل الشعوب، فمقارنة الحامض النووي لهذا الرجل يوضح أنه كان أقرب في الشكل للشعوب التي عاشت شمال شرق سيبيريا من النود الحمر أو الشعوب التي عاشت في جزيرة جرينلند مما يعني أنه حدثت هجرة بين العالمين القديم والحديث قبل 5500 سنة عن طريق مضيق بهرنج.