تلقت طموحات رئيسة سويسرا ميشلين كالمي ريه بحصول بلادها علي مقعد في مجلس الأمن الدولي بحلول عام 2020 ضربة قوية من البرلمان السويسري الذي فضل أن 'يفرمل' هذه الطموحات حرصا علي وضع سويسرا التاريخي كدولة محايدة.. لهذا حذر عدد من أعضاء البرلمان أن السير في هذا الطريق الذي تلح من أجله كالمدريه ليس مناسبا لوضع سويسرا الخاص.. وقالوا انهم سوف يبحثون سريعا هذه التحركات بشكل رسمي في البرلمان. وكانت الانتقادات قد تصاعدت ضد خطة كالمي ريه بشكل كبير في الفترة الأخيرة لكنها وصلت إلي ذروتها في برن في اليوم الأخير من الدورة البرلمانية الأخيرة حيث سيتعقبها الانتخابات في هذا الشهر.. وكان اليوم صعبا علي رئيسة سويسرا التي تنتمي إلي الحزب الاشتراكي الديمقراطي والتي وقفت في قاعة البرلمان تلقي تقريرها السنوي حول علاقة سويسرا بالولايات المتحدة.. لكن تقريرها تلقي الانتقاد تلو الآخر.. أول المنتقدين كان حزب الشعب السويسري اليميني الذي أطلق نيران انتقاداته علي فكرة حصول سويسرا علي مقعد في مجلس الأمن.. وقد يكون هذا متوقعا من حزب يميني متطرف لكن ما زاد من مأزق 'كالمي ريه' انه حتي الأحزاب الأخري وجهت انتقادات لخطتها الطموحة مثل الديمقراطيين المسيحيين والحزب الليبرالي والذين عبروا عن مخاوفهم من هذه الخطة. ويري حزب الشعب اليميني أن انضمام سويسرا إلي مجلس الأمن والاضطرار إلي التصويت علي القرارات التي تحدد متي تبدأ الحروب والدول التي ستتعرض إلي هجمات عسكرية من المجتمع الدولي يعني بشكل قاطع نهاية الحياد السويسري الشهير.. وقال هانز فهر عضو الحزب والذي يترأس حملة حزب الشعب من أجل سويسرا مستقلة ومحايدة في المجتمع الدولي.. قال ان حياد سويسرا أصبح بالفعل محل شكوك وانتقادات حتي قبل هذه الخطة. وأن أنشطة سويسرا في الخارج تهدد صورتها المحايدة المعروفة في العالم كله.. ويعارض حزب الشعب عضوية سويسرا في الأممالمتحدة أصلا ناهيك عن مجلس الأمن ذراعها الباطشة.. ويري أن المنظمة الأممية 'فاشلة'. لكن مشكلة رئيسة سويسرا ليست في الانتقادات التي تتعرض لها خطتها من الأحزاب الأخري فهذا أمر طبيعي خاصة مع اقتراب الانتخابات ومحاولة كل حزب تحقيق نصر كاسح فيها ولو بهدم انجازات الأحزاب الأخري.. إنما مشكلة كالمي ريه الحقيقية هي أن خطتها لا تتمتع بالتأييد حتي من داخل تيار الوسط نفسه الذي ينتمي إليه حزبها.. ورغم ان نشاطات سويسرا في بعض المحافل الدولية مثل مجلس حقوق الإنسان مثلا قد حصلت علي تأييد الحزب إلا ان الحزب الديمقراطي المسيحي يري أنه لم يكن هناك داع لأن تتحدث كالمي ريه عن خططها في الوقت الحالي.. وقالت كاتي ريكلين من الحزب الديمقراطي المسيحي ان حزبها لا يفهم لماذا أعلنت كالمي ريه عن هذه الخطط الآن بينما المقعد المطلوب لن يحل موعده إلا في عام 2020 وطالبت ريكلين رئيسة سويسرا بضبط النفس. أما الراديكاليون والليبراليون فقد قرروا في اتفاق نادر انهم لا يشعرون بارتياح لهذه الخطط. وقال جاك سيمون ايجلي عضو الحزب الليبرالي انه بينما ينبغي ان يطلع مجلس الأمن سويسرا علي كل قراراته وخلفياتها بشكل كامل نظرا لإسهاماتها الكبيرة في ميزانية الأممالمتحدة إلا انه سيكون من الأفضل لسويسرا ألا تنضم إلي المجلس.. أما حزب الوسط الاشتراكي الديمقراطي فقد التزم الصمت بشأن هذه المسألة رغم أنه كان قد أعلن في السابق تأييده لخطط كالمي ريه. ومن جانبها دافعت رئيسة سويسرا ووزيرة خارجيتها عن مشروعها الطموح قائلة ان سويسرا لا يمكنها الدفاع عن السلام في العالم عبر الاختباء أوالجلوس في المقاعد الخلفية كمراقب لما يحدث.. وقالت ان سويسرا لديها دور يجب ان تلعبه في مجلس الأمن وهذا الدور لن يؤثر علي الحياد السويسري لأن مجلس الأمن الدولي معني باتخاذ قرارات بشأن حفظ السلام في العالم وليس شن الحروب علي حد قولها.. وقالت ان سويسرا بالفعل تطبق وتلتزم بقرارات مجلس الأمن وهو سبب أدعي لكي يسمع صوتها عند اتخاذ هذه القرارات.