أعد سعودي يهوي جمع التحف والمقتنيات الاثرية والطوابع والعملات موقعا ومنتدى على الإنترنت يختص ببنشر ثقافة التراث في المملكة وهو موقع ثقافي أكثر مما هو تجاري لذلك كان الإقبال والدخول لهذا الموقع يتزايد يوما بعد يوم وخاصة من دول الخليج العربي. وقد دفعته هذه الهواية ليتقصى عنها حتى لو كانت في أقصى بقاع الأرض كما دفعته الهواية إلى عرض مقتنياته النادرة كل شهرين أو ثلاثة في إحدى مدن ومناطق المملكة أو دول الخليج ووصل عدد المعارض التي أقامها في المملكة 53 معرضا على مدى 17 عاما. يقول محمد القاضي "بدأت هوايتي بجمع الطوابع وعمري عشر سنوات ثم لفتت نظري مقتنيات متنوعة لدى بعض الأقارب والزملاء من عملات وتراث وكانت تستوقفني عملات تعرض في المسلسلات التاريخية فبدأت أجمع بعدها العملات مع الطوابع ثم تدرجت إلى التراثيات وأصبحت الآن أجمع كل ما هو تراثي قديم بكافة أنواعه وحبي لوطني جعلني أحافظ على هذا التراث حتى لا يضيع" وأضاف القاضي أن هذه الهواية مكلفة جدا وتتطلب بحثاً دؤوباً ووقتا كبيرا يقول "هذه الهواية تعتبر مساهمة في حفظ تاريخ وتراث المملكة فالتراث شاهد على زمن عاشه رجال ليسوا بيننا الآن نكتشف من خلاله تعاملاتهم وكيف كانت حياتهم ولهذا خصصت أغلب وقتي لهذه الهواية". وعن المزاد الذي أقامه في أبها قال " هذا المزاد هو الثالث من نوعه الذي أقيمه في أبها وإنني منذ تخصصت بهذه الهواية أصبحت أقيم عروضا تراثية في كافة مناطق المملكة ودول الخليج كل شهرين أو ثلاثة فقبل مدينة أبها أقمت معرضا للتراثيات في البحرين وسوف أقيم آخر بعد شهر رمضان في مدينة الأحساء" وأشار إلى أنه عرض في أبها عددا من العملات الإسلامية خاصة بالدولة العثمانية والعباسية والأموية ومجموعة من الطوابع السعودية لبداية الدولة السعودية وقطع تراثية مختلفة الأنواع كالسيوف والبنادق والدلال القديمة وأجهزة الراديو والإذاعة وغيرها.. وبين القاضي أن "الإقبال في العروض يتركز على العملات والدنانير الأموية حيث بيعت بأبها منها بحوالي 12 ألف ريال وهناك أيضا كانت المجموعة السعودية كاملة من تأسيس المملكة حتى الآن وبيعت ب 10 آلاف ريال بالإضافة إلى هللة من عهد الملك خالد وهذه الهللة الوحيدة التي صدرت في عهده عام 1397 ه وقد عرضت وبيعت ب1500 ريال كما كانت هناك ميدالية خاصة بالملك خالد بيعت ب900 ريال". وعن أكثر المناطق طلبا على المعروضات التراثية قال "تعتبر السعودية أكثر الدول طلبا على التراثيات. يليها بعض دول الخليج كالإمارات وقطر فهما يطلبان المقتنيات والعملات والسعودية أما في مناطق المملكة فإن كل منطقة لها اتجاه معين في التراث فمثلا مدينة أبها تهتم بالتراثيات القديمة أكثر من العملات، وفي الرياض يكثر الطلب على العملات والطوابع الأثرية وفي جدة يطلبون العملات والمقتنيات ، أما في الأحساء فالطلب فيه متنوع". وعن كيفية اقتنائه لتلك التراثيات والمقتنيات قال "أحصل عليها عن طريق أشخاص يحتفظون بعدد من التراثيات القديمة لديهم، ويريدون أن يبيعوها فأحضرها وأعرضها للجمهور وأيضا عن طريق السفر المتكرر لبعض المناطق". وبين مدير مركز الملك فهد الثقافي بقرية المفتاحة بأبها عبد الله شاهر أن هواية جمع المقتنيات الأثرية التي اشتهر بها محمد القاضي من أكثر الهوايات صعوبة وبذلا للجهد لصعوبة البحث وقلة المواد التي يراد البحث عنها . يقول "نحن في مركز الملك فهد الثقافي نشجع هذا الأمر لذلك نسهل عن طريقنا إقامة مثل هذا النوع من المعارض التراثية الجامعة من التحف والمقتنيات النادرة والثمينة والعملات وغيرها لعرض ما كرسوا حياتهم من أجل جمعه ونشره لعامة الشعب".