اهتمت جريدة الاهرام المصرية باحداث اقتحام المشاركين في قافلة شريان الحياة3 ميناء العريش واشتباكهم مع قوات الأمن واحتجازهم بعض أفراد الشرطة والعاملين في الميناء أن هدفهم ليس إنسانيا خالصا لمساعدة أهالي غزة للتغلب علي الحصار الإسرائيلي للقطاع وإنما هناك هدف آخر هو إحراج مصر بكل طريقة ممكنة من خلال اختلاق المشكلات بمخالفة التعليمات والاتفاقات السابق عقدها مع المسئولين عن القافلة فإما أن تترك السلطات المصرية لهم الحبل علي الغارب ليفعلوا ما يريدون ويسيروا من أين يشاءون بالمخالفة لمتطلبات الأمن وحفظ السيادة المصرية أو يملأوا الأرض ضجيجا أمام عدسات التليفزيون مدعين أن السلطات المصرية تعوق سير القافلة التي تحمل مواد إغاثة ومساعدات لفلسطينيي القطاع! وهذا كذب فج ومغالطة مفضوحة. ذلك أن مصر من حقها أن تحدد خط سير القافلة علي أرضها وفقا لما تراه يتمشي مع احتياجاتها الأمنية والاتفاقات الموقعة مع جيرانها والقوي الدولية ولم تقصد يوما ما المشاركة في محاصرة سكان غزة أو تجويعهم كما يدعي البعض بل ناضلت دائما لفك الحصار الإسرائيلي وقدمت مساعدات عديدة وفتحت معبر رفح مرارا للحالات الإنسانية وخروج ودخول الفلسطينيين وفقا لما يقضي به اتفاق تشغيله. فهذا المعبر مخصص فقط لعبور الأفراد الذين تنطبق عليهم الشروط وليس لعبور الشاحنات التي تنقل مواد غذائية أو وقودا أو مواد بناء أو غيرها وبالتالي أرادت السلطات القائمة علي أمر معبر رفح تنفيذ نصوص الاتفاق, وسمحت بعبور139 سيارة اتفقت عليها مع قيادة القافلة وطلبت أن تتوجه بقية السيارات للعبور من ميناء كرم أبوسالم لأن الأخير هو منفذها الطبيعي لكن أعضاء القافلة لم يعجبهم ذلك خوفا فيما يبدو من أن السلطات الإسرائيلية المشرفة علي المنفذ ستفتش السيارات وربما تمنع دخولها إذا رأت أن ما تحمله ليست مساعدات إنسانية فتذمروا واشتبكوا مع قوات الأمن التي ترافقهم وتحرسهم وأصابوا بعض أفرادها واحتجزوا آخرين قبل أن يفرجوا عنهم وهي تصرفات يعاقب عليها القانون لأنها مخالفة له وانتهاك لسيادة مصر علي أراضيها. منظمو القافلة سبق أن افتعلوا أزمة عندما حاولوا الدخول من ميناء نويبع بالمخالفة للمسار الذي حددته لهم السلطات المصرية وحاولوا دون جدوي ممارسة الضغط الإعلامي علي القاهرة للسماح لهم بذلك واضطروا في النهاية للدخول من ميناء العريش كما هو مقرر لكنهم عادوا لافتعال الأزمات في العريش ولم ترضخ القاهرة لهذه الضغوط, كما فعلت من قبل وهنا يجب التنويه بأمرين: الأول: إنه إذا كان سبب ما فعلوه هو أن المدة طالت عليهم وأن لهم أشغالا يجب أن يعودوا إليها فإن المسئولية تقع عليهم هم أنفسهم لأنهم هم الذين ضيعوا كثيرا من الوقت نتيجة مخالفتهم الاتفاق مع مصر ومحاولتهم تغيير مسار القافلة. الثاني: إن جزءا كبيرا من المسئولية عن معاناة سكان غزة من الحصار يقع علي حكومة حركة حماس المقالة التي خالفت اتفاق تشغيل المعابر وطردت ممثلي السلطة الفلسطينية في المعبر فاضطر المراقبون الأوروبيون للانسحاب وبالتالي ليست مصر المسئولة عن عدم فتح المعبر بشكل دائم. أما المعابر الأخري التي تتحكم فيها إسرائيل فقد استخدمتها تل أبيب لمعاقبة حماس وسكان غزة بسبب إطلاق قذائف صاروخية من القطاع علي مناطق آهلة بالسكان في الشمال الإسرائيلي واستغلت ذلك أسوأ استغلال في تبرير عدوانها الغاشم علي غزة قبل عام الذي راح ضحيته مئات الفلسطينيين الأبرياء.