تختلف ردود أفعال الإسبان عن السويسريين حول بناء المساجد وقد لجأت الصحافة السويسرية إلى التشكيك واللاعقلانية لتبرر الدعم الإجتماعى الغير متوقع للإقتراح المقدم من قبل المتطرفين اليمنيين بسويسرا لمنع بناء مآذن المساجد هناك، مع أن تحليل الخبراء لنفس الإقتراح أنه أكثر درامية، وربط المحللون النتائج إلى تزايد هائل للتخوف من الإسلام وأعلنوا عن خشيتهم أن يمتد هذا التصويت العقابى إلى أوروبا كلها. حسب صحيفة 20 دقيقة الإسبانية وكتداعيات لهذا الإقتراح صرحت المتحدثة الرسمية بإسم الرابطة الإسلامية بإسبانيا إيزابيلا روميرو: "لا شك أن نتائج هذا الإستفتاء لها صلة وثيقة بحملة العنصرية التى أطلقها الحزب الشعب السويسرى وهى الجماعة المحرضة لهذا الإستفتاء، وأعلنت روميرو أسفها عن أن هذا النوع من كبت الحريات الذى يفرضه منع بناء رمز معمارى يتعدى على مبدأ التسامح. وأوضحت روميرو قائلة أنه فى الوقت الراهن تقاوم إسبانيا الصراعات مضيفة أن يوجد فى إسبانيا خمسة عشرمئذنة خاص بالمساجد يتعايشوا فىسلام مع مئات أجراس الكنائس المنتشرة فى أنحاء الدولة، وأكد وزير الهجرة والعمل الإسبانى "ثيليستينو كورباتشو" أن هذا الإستفتاء لن يكون له أى تأثير فى إسبانيا، وتوضح أنه يوجد فى إسبانيا خمسة عشر مئذنة متناظرة الشكل والتى تعمل كرموز فنية. وتتطابق تلك الآراء ورأى السكرتير العام للمفوضية الإسلامية بإسبانيا -وهي الجهاز الشرعي الممثل للإسلام وللمسلمين في إسبانيا-"رياى تتارى" حيث أشار إلى رأيه فى المآذن أنها عبارة عن رموز أنيقة دون أهداف سياسية وأكد أن القرار الناتج عن هذا الإستفتاء الشعبى يتعدى على حرية الأديان. وقد أعلن حزب"الفيردس" السويسرى أحد أكبر خمسة أحزاب سويسرية أنه تقدم بدعوى للمحكمة الأوروبية المعنية بحقوق الإنسان لإبطال نتيجة الإستفتاء حيث لكونها مخالفة للدستور. ومن جهة أخرى يرى المحللون إن الإنتصار الذى حققه اليمين المتطرف فى الإنتخابات الأوروبية فى يونيو حيث حصلوا على أربعة مقاعد من خمسة وعشرون مقعد تعد هى المشكلة الرئيسية التى تكمن بين من يحاربوا لأجل تأسيس مبدأ الإحترام الدينى فى الإتحاد الأوروبى. وعلق"أنتونيو ألورثا" أستاذ بجامعة كومبليتينسى بمدريد أحد أقدم الجامعات بالعالم: "أن هذا يعنى أن تلك المبادرة قد خرج للنورعلى الرغم من معارضة جميع الأحزاب السياسية السويسرية، وأضاف ألورثا أن هذا النوع من الحوار الغير متناسق نستنتج منه أن العنصرية هي حقيقية أرض خصبة،وأيضا أظهر الفاتيكان إهتمامه بقرار يظهر تعديه على حرية التسامح. ووسط هذا التزاحم من الآراء المتناقدة أعلن حزب الشعب الدنماركى اليمينى المتطرفى أنه سوف يحذو حذو المنوذج السويسرى وأعلنت رابطة الشمال الحزب التابع لبيرلسكونى تصفيقه معربا عن رضاه عن القرار السويسرى. وتعرف المئذنة أنها المسمى التى تدل على الأبراج التى تبرز من المساجد وقديما كانت تستخدم للنداء إلى الصلاة بصوت عال مسموع "الأذان" ولكن الآن فهى تعمل كرموز معمارية بسيطة تعلن عن وجود هيكل المسجد بالمدن. هذا على الصعيد السياسى أما على الصعيد الشعبى فخرجت ال20 مينوتوس إلى المواطنين لتسألهم آراءهم فى تلك القضية والذين لم يظهروا موافقة بالنتائج، ومن ضمن الآراء تقول إحدى المواطنات أنا مسيحية ولكنى لا أرى ذلك شىء جيدا ويبدو لى سيئا حيث أنه فى سويسرا كلها أربعة مآذن فقط، ورأى آخر يؤكد أحد المسلمين بإسبانيا أن المئذنة هى رمز للمسجد تشير إلى حيث يوجد المسجد ليس إلا ولا أرى أنه يسبب أذى أو ضرر لأى أحد ولا أعرف السبب وراء منع بنائها ويرى مسلم آخر أن العالم كله الآن ضد الإسلام وإتخذ لبس الحجاب أو خلعه فى المدارس كمثال لهذا العداء. ويضيف آخر: "لا اعتقد أن هذا يعد مقياسا جيدا وأرى أن حظر أي شيء لا يؤذي أحدا هو مناف للعقل، وأن المآذن هى شكل ديكورى لا تستخدم فى ك لالبلدان لرفع الآذان، والمآذن مثلها مثل أجراس الكنائس فيوجد فى إسبانيا خمسة عشرة مئذنة فقط وسط العديد من الأجراس التى لا تسبب إزعاج ولا ضيق لأحد" وأضاف أحد المواطنين الإسبان المسيحين أنه يعيش بجوار كنيسة وأكد أنه يسمع صوت الأجراس قليلا ولا تسبب له أية إزعاج وسيكون الحال فى المآذن لو كان يسكن بجوار مسجد فلن تسبب له المئذنة أية ضرر إطلاقا. وقال آخر مسيحى أنه لا يتضرر من أصوات أجراس الكنائس وحتى لو سببت له أية إزعاج فإنه لا يستطيع أن يقول شيئا لأن هذا أمر عادى وهكذا الحال فى المآذن فإنه لا يمكن النداء للصلاة خارج المساجد. وأكد آخر مسلم أنه يعيش بجوار كنيسة ولا ينزعج من الأجراس فهو يتحملها موضحا أنه يحترم ذلك لأنه يعيش ببلد مسيحى وعليه أن يحترم ذلك.