تزايد عدد الخائفين من اداء فريضة الحج هذا العام خشية الاصابة بمرض انفلونزا الخنازير لكن «الفتوى الطبية» قللت من خطورة هذا المرض الذي صنفه العلماء والباحثون على انه «الاضعف خطورة مقارنة بالاوبئة التي عصفت بالعالم خلال القرون السابقة وطمأن الدكتور أحمد سامح الراغبين في اداء مناسك الحج مستندا إلى تقارير صادرة من منظمة الصحة العالمية ومختصين في هذا الشأن تؤكد عدم خطورة هذا الوباء مقارنة بأوبئة كانت اشد فتكا وخطورة، مبينا ان «وباء الانفلونزا الموسمية يعد اخطر من هذا الوباء لإمكانية تحور الاول وراثيا عكس وباء انفلونزا H1N1 الذي لم تثبت الدراسات حتى الآن تحوره». وقال الدكتور سامح: «بعد المتابعة الدقيقة لتطور حالات هذا المرض ومن منطلق احساسنا بالمسؤولية الطبية نقول ان التقاعس عن اداء فريضة الحج وسط هذه التطمينات الطبية التي اطلقها العلماء والباحثون لايجوز، وان القادر على اداء الفريضة يجب ان يقدم لا ان يمتنع». واضاف : «سيثبت في النهاية ان هذا الوباء هو الاضعف في التاريخ لانتشاره البطيء الذي جاء اقل من المتوقع، وآخر الاحصائيات تبين مدى الانخفاض الشديد في الاصابات الجديدة، فإصاباته تتسم بالاعتدال في معظم الناس لكنه شديد مع فئة قليلة». ورأى ان المرض يصيب الاطفال بسهولة «لكن الوضع عند الكبار يختلف... ومع استخدام اللقاحات نتوقع ان تتم السيطرة ويكبح انتشاره اكثر». واشار الدكتور سامح إلى ان الباحثين يجمعون على ان هذا الوباء «هو الاضعف بين الاوبئة السابقة حتى الآن»، مستندا إلى خلاصة بحث نشرته صحيفة «اندبندنت» البريطانية في عددها الصادر اول من امس وكذلك إلى ما قالته مديرة منظمة الصحة العالمية مارجريت تشان من ان «فيروس H1N1 لم يتحول حتى الآن على ما يبدو إلى مرحلة اكثر خطورة». وكانت تشان كشفت خلال افتتاح الاجتماع السنوي للمنظمة في منطقة غرب المحيط الهادي في هونج كونج ان اللقاحات «برهنت عن فعالية كبيرة حتى الآن، حيث استبعد باحثون اميركيون ان يمتزج هذا الفيروس بفيروس اخر منتشر ويتحور إلى فيروس خارق مثلما كان يعتقد البعض». واضافت تشان ان الباحثين في جامعة ماريلاند بينوا ان معظم المصابين بالفيروس الجديد (H1N1) والذين قضوا بسببه هم من فئة الشباب الذين يتمتعون بصحة جيدة، لافتة إلى ان «هذه الحقيقة العلمية نشرناها في وقت سابق واوضحنا ان جهاز المناعة القوي في الشباب يقتل الفيروس ويقتل معه خلايا اجهزة الجسم فتتوقف عن عملها». من جهة اخرى، قال خبير اميركي في الامراض المعدية ان «معدل وفيات هذا الوباء جاءت اقل من التقديرات السابقة وهو يماثل تقريبا المعدل السنوي المتوسط لوفيات الانفلونزا الموسمية». وذكر البروفيسور مارك ليسنيش في اجتماع في معهد الطب الاميركي ان انتشار المرض «جاء اقل حدة مما كان متوقعا وانه لم تطرأ اي تغييرات على الفيروس ويمكننا القول اننا نواجه مرضا من الفئة الاولى... وهذا الامر اتضح اخيرا فقط». واستبعد الدكتور مجدي الشرقاوي استاذ بكلية الطب في جامعة عين شمس ان يفرز هذا الوباء مخاطر هائلة كتلك التي اصابت العالم من قبل ويتوقع له ان يكون موجة انفلونزا عادية موضحا ان فيروس الانفلونزا الموسمية الذي ينتشر في فصلي الخريف والشتاء «هو اقوى واوسع انتشارا واشد فتكا من فيروس H1N1، حيث ان فيروس الانفلونزا الموسمية يتحور وراثيا ويكتسب قدرة اكبر على الانتشار والفتك عكس فيروس H1N1 غير القادر على التحور وراثيا». ويضيف الشرقاوي: «حتى الآن لا يتوقع منه الانتقال لمرحلة التسبب المباشر لحالات الالتهاب الرئوي الثانوي اثناء الاصابة ما لم تحدث له التحورات الوراثية اللازمة لذلك». وتوقع استاذ ورئيس وحدة الفيروسات والمناعة في المعهد القومي المصري للاورام الدكتور عبدالرحمن ذكري ان تكون معدلات انتشار وتحور فيروس انفلونزا H1N1 خلال موسم الشتاء «اقل من المعدل الطبيعي لانتشار الانفلونزا الموسمية». ويختم الدكتور سامح بدعوة حجاج بيت الله الحرام إلى شد الرحال مطمئنين غير خائفين «الكل يعلم ان الحج الذي لا يخالطه اثم جزاؤه المغفرة والعفو» وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».