تزامن تصاعد قوة جماعة "جند الله" المتشددة- المسئولة عن الهجوم الانتحاري الذي وقع في ايران الاحد- مع طفرة في تهريب المخدرات مصدر معظم تمويلها، حسبما أعلن خبير غربي بارز. وتقول ايران ان جماعة جند الله التي تحملها مسئولية هجوم الاحد- الذي قتل فيه 15 من رجال الحرس الثوري و27 اخرين باقليم سيستان وبلوخستان- لها قواعد في باكستان المجاورة. كما اتهمت بريطانيا والولايات المتحدة بالضلوع في الهجوم، وهي اتهامات نفاها البلدان. وقال المؤرخ الفرنسي ستيفان دودوانيون وهو خبير غربي بارز في اقليم سيستان وبلوخستان "ظهور وصعود جند الله يتزامن مع طفرة في التهريب في أنحاء الحافة الشرقيةلايران". واضاف في مقابلة عبر البريد الالكتروني ان زيادة التهريب بعد سقوط نظام طالبان في افغانستان عام 2001 أثر بشكل خاص على الاقليم الفقير. وعانى اقليم سيستان وبلوخستان أيضا من موجة جفاف طويلة بشكل استثنائي منذ عام 2001، كما شهد عودة الكثير من المقاتلين البلوخ الذين كانوا منضمين الى طالبان. وقال دودوانيون "بوصفها جماعة مستقلة على الارجح وتنتهج خطابا مختلفا تماما عن القاعدة وطالبان.. من المرجح جدا ان تكون جماعة جند الله تعتمد على العائدات من التهريب، وتحصل على امداداتها من السلاح من هجمات على الحاميات الايرانية." ويقول محللون ان من المعتقد ان الجماعة تعمل على طول الحدود التي يسهل التسلل منها بين أفغانستان، وايران، وباكستان. وتحصل طالبان الافغانية على كثير من تمويلها من تهريب الافيون. وردا على سؤال عما اذا كانت جماعة جند الله لها أي صلات بالقاعدة، قال دودوانو "هذا هو الشيء المجهول الاكبر". واضاف دودوانو ان هذا السؤال أثير مرات كثيرة من قبل وهو ما كان يرد عليه عبد الملك ريجي زعيم جماعة جند الله بالقول انه رجل من البلوخ ووطني ايراني. ومضى يقول "لذا من وجهة نظر عقائدية، هذا بعيد عن الفكر الاسلامي الدولي للقاعدة." وسوف يعتمد مستقبل قوة جند الله على سياسة ايران تجاه الاقلية السنية التي تعيش في المناطق الحدودية بالبلد الفارسي الذي تقطنه أغلبية شيعية. وقال دودوانيون ان المجتمع السني "بنى نفسه بقوة خلال الثلاثين عاما الماضية من عمر الجمهورية الاسلامية الى النقطة التي أصبح عندها يمثل تحديا خطيرا للنظام."