ازدادت حدة التوتر بين اسرائيل وتركيا بعد عرض الاخيرة مسلسلا تلفزيونيا جديدا "اريليك" (الوداع) وهو مسلسل يبث في وقت الذروة على شاشة قناة "تي ار تي 1" التركية الحكومية. ويصور المسلسل بحسب صحيفة "يديعوت احرونوت" القوات الاسرائيلية بأنها جيش قاتل ومتعطش للدماء. والحبكة الرئيسية في المسلسل هي قصة حب تتطور بين الشخصيتين الرئيسيتين خلال الهجوم الاسرائيلي في كانون الثاني (يناير) على قطاع غزة، فان الكثير من العرض يتمحور حول النشاطات الوحشية للجيش الاسرائيلي. وفي حلقة من المسلسل متوفرة على موقع "يوتيوب" يشتبك فلسطينيون مع قوات الجيش الاسرائيلي. ويملك بعض هؤلاء الفلسطينيين اسلحة نارية بينما يستخدم آخرون وسائل ابسط كالحجارة. وفي نهاية المشهد، يشاهد "جندي اسرائيلي" وهو يمر بجوار جثة شاب فلسطيني ويركلها بقدمه، في الوقت الذي تركض فيه والدة الشاب والدموع في عينيها لاحتضان جثة ابنها. ويظهر في المشهد التالي "جندي" آخر يطارد طفلة فلسطينية الى زاوية احد الشوارع. تنظر اليه الطفلة وتبتسم، ولكنه الجندي "المدفوع بمهمته" يطلق النار عليها في الصدر ويراقب جثتها الدامية تسقط على الأرض قبل ان يغادر المكان. وتظهر مقدمة السملسل ايضا صورة وحشية بشكل خاص لجنود اسرائيليين، وتضيء فيه الشاشة لقطات لانفجارات ودبابات تشيع الفوضى وجنود يضربون مدنيين وجثث قتلى. ويصور احد المشاهد ايضا مجموعة من الفلسطينيين يواجهون فرقة اعدام تابعة للجيش الاسرائيلي. وبحسب الموقع الاليكتروني للمسلسل، فانه "يعيد الى الحياة جرح فلسطين. ويصور العرض كافة جوانب مأساة مستمرة منذ أجيال (..).ويركز هذا الموسم على قصة النساء والأطفال، بالاضافة الى اشارة بان الحل النهائي هو الحب والتعاطف والسلام العالمي". وفي اعقاب العرض التلفزيوني استدعى وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان القائم باعمال السفير التركي في اسرائيل لعقد اجتماع مع مسؤولين بارزين في الوزارة بهدف الاحتجاج على العرض التلفزيوني. وقالت الخارجية الاسرائيلية: "ان بث هذا المسلسل هي حالة خطيرة من التحريض الذي ترعاه الدولة. ومثل هذا المسلسل، الذي ليس له حتى صلة ضعيفة بالواقع والذي يعرض جنود الجيش الاسرائيلي كقتلة لاطفال ابرياء هو غير جدير بالبث في دول معادية، ناهيك عن دولة لديها علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل". وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين اسرائيل وتركيا توترا منذ عملية "الرصاص المسكوب" التي شنتها اسرائيل وثبت بأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان هو واحد من اشد منتقدي العملية. ويبدو بأن العلاقات مع تركيا اتخذت منحى باتجاه الأسوأ في وقت سابق من هذا الاسبوع، عندما قررت انقرة الغاء مناورة جوية مشتركة مع اسرائيل. وصرح ممثل الجالية اليهودية في انقرة جاكي انجيل للصحيفة بأن موقف الاعلام التركي تجاه اسرائيل كان سيئا منذ وقت طويل. وقال انجيل: "الاسرائيليون دائما هم الاشرار والفلسطينيون هم الأخيار. ليس هناك من جديد هنا. وخلال حرب غزة كانت التغطية المنحازة كارثية. لم يكن هناك جانبان، فقط الجانب الفلسطيني". وأكد انه في الحياة اليومية فانه "ليس هناك اثر لهذه الأمور(...) واليهود والاسرائيليون لا يشعرون بأي تغيير تجاهنا في تركيا. والامور تبدو اقوى فقط في الاعلام الاسرائيلي". وفي هذه الاثناء، عبر خبراء اتراك عن تشاؤمهم ازاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين. وقال الكير ايتورك، استاذ العلوم السياسية في جامعة بيلكينت في انقرة في تصريح لمجلة "تايم": "اذا وصلت العلاقات الثنائية بين تركيا واسرائيل الى الحضيض بعد هذه الحادثة، فان الأزمة الحالية تظهر انها ستراوح مكانها هناك لبعض الوقت". واضاف: "حتى وقت قريب، كانت المستويات العليا في الجيش التركي هي التي تحدد نطاق ووتيرة العلاقة الاستراتيجية بين اسرائيل وتركيا. وما نشهده هو سماح رئيس هيئة الأركان طوعا او كرها لاردوغان بتولي زمام المبادرة. انهم متواطئون في قرار سياسي