تستعد مدينة مبارك للأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية حاليا للبدء في تنفيذ أكبر مشروع استثماري علمي يفي باحتياجات مصر من الأنسولين البشري وأدوية السرطان والقلب، ويشارك في المشروع العديد من الشركات العالمية من بينها شركات متخصصة في مجالات الطاقة والصناعات البيئية والصناعات التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات . وقال رئيس مدينة مبارك للأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية الدكتور محمد السعدني، في تصريحات ادلي بها الأحد، ان رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف أصدر قرارا بالموافقة على البدء في تنفيذ إنشاء منطقة استثمارية على مساحة 135 فدانا (567 ألف متر مربع) بمدينة مبارك للأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية خلال عشر سنوات على أن يتم انشاؤها على مرحلتين تستغرق كل منهما خمس سنوات . وأضاف أنه تم توقيع عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات مع شركات من عدة دول منها الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واسبانيا واليونان وبلجيكا والصين وألمانيا وسنغافورة، وذلك في إطار عمليات نقل وتوطين التكنولوجيا مع العالم المتقدم وهو الأمر الذي كان له أكبر الأثر في تحقيق أكبر قدر من الجذب الاستثماري لتلك الشركات في نطاق المنطقة الاستثمارية . وأشار رئيس مدينة مبارك للأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية إلى مشروع إنشاء أول مركز للدراسات قبل الإكلينيكية في مصر والمنطقة، موضحا أنه من المشروعات الكبرى التي ستعمل من خلال المنطقة الاستثمارية . وتوقع أن تدخل مصر بهذا المشروع حقل التنافسية في مجال تجارب الدواء، إذ يبلغ حجم الاستثمارات في هذا المجال حوالي 25 مليار دولار سنويا على مستوى العالم . وأشار إلى أن عددا من المشروعات القائمة بالفعل بالمدينة من خلال الحاضنات التكنولوجية تسعى للعمل في نطاق المنطقة الاستثمارية ومنها معالجة المخلفات البيئية بما يسمح بإنتاج مادة السليكون الكربوني،والتي تستخدم في العديد من الصناعات كالحديد والصلب، فضلا عن صناعات الطاقة البديلة وإنتاج السخانات الشمسية من خلال المعامل المركزية بالمدينة، وكذلك صناعات الزراعة النظيفة (الزراعة الحيوية والعضوية). وأوضح السعدني أنه ستتم مشاركة البنوك والمؤسسات فى هذا المشروع والهدف من هذه المشاركة هو أن يتم طرح المشروعات التي يتم تنفيذها في إطار النشاط البحثي والتكنولوجي لمدينة مبارك بنظام ال"بي بي بي" بدلا من تملك المستثمرين الأجانب لهذه المشروعات بنسبة 100%. من جانبه، قا ل الدكتور أحمد الصياد مستشار رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة للمشروعات القومية بأن مدينة مبارك للأبحاث العلمية هي أول سوق للبحث العلمي في مصر ، وقال ان المدينة على جذب استثمارات هائلة في مجال براءات الاختراع والتطبيقات التكنولوجية للبحث العلمي بما يوفر حوالي 5 آلاف فرصة عمل مباشرة على مدار سنوات تنفيذ المشروع وحوالي 25 ألف فرصة عمل غير مباشرة . وأشار الصياد إلى أن المنطقة ستتمتع بدعم حكومي مزدوج من خلال وزارتي البحث العلمي والاستثمار، موضحا انه جاري حاليا اتخاذ بعض الإجراءات لإنشاء مستودع جمركي داخل المنطقة والتعاون مع وزارة المالية بصدد إقرار إعفاء جمركي بنسبة 100% للمشروعات القائمة في نطاق المنطقة وذلك من خلال آليات جديدة للتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص . وأضاف أن المدينة ستستفيد من التنوع المتوقع في المجالات الاستثمارية والذي يرجع إلى تنوع النشاط البحثي بالمدينة من خلال عدد من المعايير والاعتبارات التي تدخل في نطاق اهتمام المستثمر ومنها جاذبية الموقع وتكلفة البيع أو الشراء فضلا عن توفر البنية الأساسية والموارد البشرية ذات التخصصات المتنوعة والمختلفة بالإضافة إلى دعم الحكومة للمشروع وتوافقه مع الإستراتيجية الوطنية وكذلك التعاون المثمر فيما بين المدينة والجامعات والمؤسسات الصناعية خاصة في منطقة برج العرب.