اكد عدد من المثقفين والسينمائيين المصريين معارضتهم لمشاركة افلام مصرية في مهرجان تورنتو الكندي الذي يحتفي في اطار برنامجه من مدينة الى مدينة بمرور مائة عام على انشاء تل ابيب. وقال داود عبد السيد احد اهم المخرجين المصريين بعد رحيل المخرج المصري العالمي يوسف شاهين صاحب المواقف والرؤية الاجتماعية والسياسية المتميزة انه "شخصيا لن يشارك في مهرجان يحتفي بمدينة اقيمت على اشلاء الشعب الفلسطيني". واضاف "انها مدينة اقيمت على ارض كان يعيش فوقها الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني الذين تم تهجيرهم بالقوة واصبحوا لاجئين في بقاع شتى وهذا يؤكد انه لا حق للمهرجان للتدخل في السياسة التي تقدم تبريرا لتدمير شعب"وتابع ان "الكثير من المثقفين وصناع السينما الاجانب اتخذوا موقفا مشابها وقاموا بمقاطعة المهرجان". واشار الى ان بيانا "صدر عن اكثر من خمسين منهم قاطعوا المهرجان للاسباب نفسها التي ارى انها تمنعني من المشاركة واعتقد ان على الجميع ان يتضامن مع موقفهم وشكرهم لخوضهم معركة تخصنا في مواجهة العدوان بدلا من المشاركة في المهرجان". وتابع ان "كل انسان حر في اختياراته وانا اقدر هذه الحرية لكل شخص في اتخاذ قراره، بالنسبة لي لو كانت مطروحة مشاركتي في المهرجان لرفضت ذلك في مثل هذه الحالة التي يتحول فيها الاحتفال بمدينة الى موقف سياسي". من جهته اكد الناقد طارق الشناوي "رفضه الكلي للمشاركة في هذا المهرجان خصوصا وان هناك اجانب يساندون الموقف العربي" واضاف "لا يجوز للعرب ان يشاركوا في مثل هذا المهرجان لانه لا مبرر لهم" معتبرا ان بيان جماعة السينمائيين الفلسطينيين المطالب بمقاطعة المهرجان "مطلب عادل". لكنه رأى انه "في حالة المقاطعة يمكن استثناء مخرجين فلسطينين متميزين يعيشون داخل حدود فلسطينالمحتلة عام 1948 مثل ايليا سليمان لعرض افلامه التي تفضح الاحتلال الاسرائيلي". وتابع "لكني لا ارى مبررا لمشاركة يسري نصر الله في فيلم "احكي يا شهرزاد" ولا احمد عبدالله في فيلم "هليوبولس"، الا ان المخرج خالد يوسف تلميذ يوسف شاهين وشريكه في اخراج اخر افلام شاهين "هي فوضى" فيذهب ابعد من ذلك مؤكدا انه لن يقبل المشاركة في اي مهرجان تشارك به اسرائيل". واضاف ان "المقاطعة لا بد ان تكون شاملة فما بالك في مهرجان قاطعه الاجانب دفاعا عن قضية الشعب الفلسطيني العادلة ورفضهم كما جاء في بيانهم الخضوع لالة الدعاية الاسرائيلية". من جهته رأى الروائي عزت القمحاوي ان "تكريم المهرجان لمدينة والاحتفاء بمرور مائة عام على تشيدها يعتبر موقفا سياسيا بالتالي كان لا بد من مقاطعة هذا المهرجان خصوصا اثر الموقف المشرف للمجموعة الاوروبية الاميركية التي اعلنت مقاطعتها له". واعتبر القمحاوي ان "على السينمائيين العرب الاستجابة لمطلب السينمائيين الفلسطينيين برفض اقامة احتفالية خاصة بمدينة تل ابيب واستبدالها بمدينة القدس العربية كعاصمة ثقافية للعرب هذا العام". وكان هذا الجدال فجره الاسبوع الماضي المخرج الكندي جون كريسون الذي قرر سحب فيلمه الجديد احتجاجا على الاحتفال بمدينة تل ابيب. وقد تبع ذلك احتجاج اكثر من خمسين شخصية من المثقفين والمخرجين الاميركيين والاوروبيين برسالة اكدت ان المهرجان باختياره تل ابيب "اصبح متواطئا مع الالة الدعائية الاسرائيلية خصوصا في سياق العدوان الوحشي على غزة هذه السنة". ومن موقعي الرسالة عالمة الاجتماع الكندية نعومي كلاين والمخرج البريطاني كين لوش والممثلة الامريكية جين فوندا والمخرج الاسرائيلي عودي الوني. وكان المخرجان المصريان يسري نصر الله واحمد عبد الله اصدرا بيانا بررا فيه مشاركتهما في المهرجان. وقال انهما يريدان "عدم افساح المجال للتظاهرة الصهيونية بالانفراد بصوتها في محفل دولي هام مثل مهرجان تورونتو والاصرار على استخدام مشاركتنا في المهرجان لدعم موقف المثقفين والفنانين الكنديين". ودعوا "المزيد من الناس" الى "فضح الممارسات الاسرائيلية والتضامن مع الشعب الفلسطيني رغبة منا في ان يظهر جليا للعالم ان صوت فناني هذه المنطقة موجود ولا يمكن احراجه أو اسكاته". وكان وحيد حامد كاتب سيناريو فيلم "احكي يا شهرزاد" الذي يشارك فيه نصر الله في مهرجان تورنتو اكد انه كان "ينوي السفر الى تورنتو الا انه بعد الذي حصل لن يذهب الى هناك ولكنه لا يلزم احد بموقفه"واوضح ان الفيلم يصبح ملكا للمخرج الذي قام بابداعه.