يشهد شهر رمضان هذا العام، هجوما كاسحا على الاسواق التجارية في معظم دول الشرق الاوسط، رغم الأزمة المالية العالمية، على ان يشد حزام التقشّف بعد عيد الفطر إذ لا مكان للتوفير والاقتصاد في هذا الشهر، الذي لا يحلو من دون التبضع وشراء المأكولات الاستهلاكية المميزة ، لا سيّما الحلويات منها، بالاضافة الى سهرات السحور التي لها ميزتها الخاصة أيضا. وتقول ام سعيد، وهي ربة منزل اماراتية تعيش في دبي «انه الشهر الوحيد الذي تجتمع فيه عائلات بأسرها حول موائد كبرى. الأزمة ليست مهمة، الناس ينسون همومهم في هذه اللقاءات». اما الموظف القطري محمد الصدى (32 عاما) فيؤكد ان رمضان شهر «مميز»، كما ان « فكرة التوفير في هذا الشهر هي امر غير وارد حتى مجرد التفكير به»، مضيفا «ربما اقتصد بعد رمضان لاعوض العجز في ميزانيتي، لكننا لن نغير عاداتنا». ويالاضافة الى شراء المأكولات والحلويات، تضج المقاهي والمطاعم في سوريا ومصر ولبنان والاردن حتى ساعات متأخرة من الليل لاستقبال الزبائن اوقات الافطار والسحور. وتشهد المقاهي إقبالا كثيفا للزبائن لمناسبة البرامج الرمضانية أيضا. لكن رغم تهافت المستهلكين لشراء حاجاتهم في هذا الشهر، يشكو الناس في معظم دول الشرق الاوسط من الارتفاع الحاد في اسعار بعض السلع الاساسية، مثل الارز والخضار والخبز واللحوم. ولا شك في ان كل عام، ترتفع أسعار السلع في شهر رمضان، بسبب ارتفاع الطلب عليها، فيما تعلن السلطات اجراءات للحؤول دون ذلك. في قطر مثلا، ارتفعت الاسعار في اول ايام رمضان بنسب تراوحت بين 40 و90 في المئة. كما شهدت كل من سوريا والاردن ومصر ولبنان ارتفاعا كبيرا بالأسعار أيضا. لكن يختلف المشهد كليا في غزة، حيث رفوف المتاجر فيها شبه فارغة. أما السلع الاستهلاكية، التي غالبا ما يتم تهريبها الى القطاع من مصر عبر الأنفاق، فبلغت اسعارها مستويات غير مسبوقة على الاطلاق. ويقول سامي (40 عاما) وهو اب لسبعة اطفال، ان «غالبية الناس في غزة لا يجدون عملا وبالتالي ليس لديهم اي مصدرللرزق. هم لا يعرفون متى تكون الكارثة التالية ولا كيفية مواجهتها». كما غابت هذا العام عن غزة، فوانيس رمضان التي لطالما كانت تزيّن بها الشوارع.