إنقاذ العملاق الامريكي

جاء اعلان شركة جنرال موتورز الامريكية للسيارات عن تحقيق ارباح تزيد‏48%‏ خلال الربع الاخير مقارنة بالربع السابق عليه دليلا قويا علي نجاح خطة الانقاذ التي قادها الرئيس الامريكي اوباما لانقاذ عملاقيه‏:‏ جنرال موتورز وكرايسلر‏.‏
وتضمنت خطة الانقاذ تدخل الدولة للاستحواذ علي‏60%‏ من جنرال موتورز مقابل ضخ‏30‏ مليار دولار‏,‏ كما تستحوذ الحكومة الكندية علي حصة قيمتها‏9600‏ مليون دولار‏..‏
وكانت جنرال موتورز قد اعلنت افلاسها وخضوعها للفصل الحادي عشر والذي يتيح للشركات عمليات اعادة هيكلة تسمح بإنهاضها وخروجها من دائرة الافلاس‏.‏
حقيقة أن جنرال موتورز ستعود بحجم اقل مما كانت عليه في السابق الا انها ستستمر في المنافسة والانتاج وهو مايعد كافيا لطمأنة آلاف من عامليها عاشوا فترة من أصعب الفترات في حياتهم‏.‏
ولم تكن جنرال موتورز وحدها التي تأثرت بالازمة المالية العالمية واحتمت بالفصل الحادي عشر‏,‏ فقد سبقها بنك ليمان برازرز وأيضا وورلد كوم العملاقة‏.‏
وبالرغم من أننا في مصر مازلنا نحاول أن‏'‏ نخطي العتبة‏'‏ وانتهت الحكومة من اعداد مشروع قانون يعالج مسائل إفلاس الشركات علي النحو الذي يمكنها من القيام من كبوتها ومعاودة العمل والانتاج حماية للعمال وللاقتصاد القومي الا ان الحكومة أرجأت عرضه عدة مرات دون إبداء الاسباب .
وبالرغم من ذلك كانت لمصر الريادة في مثل هذا النوع الحميد من التدخل الحكومي والاستحواذ علي حصص حاكمة في الشركات التي تعاني الافلاس‏ أو التي تمر بأزمة عاصفة لن تمكنها من الاستمرار دون مساندة حيث قام البنك المركزي المصري بدمج البنوك الثلاثة التي عانت مشكلات تعثر عاتية استهلكت رؤوس اموالها عدة مرات ووضعها تحت مظلة واحدة وهي المصرف المتحد الذي يمتلك المركزي أكثر من‏99%‏ من رأسماله وهي الخطوة التي واجه البنك المركزي بسببها انتقادات حادة باعتباره الرقيب‏.
وفي ذات الوقت المالك بحصص كبيرة في البنك الذي يراقبه‏ وتأتي الازمة المالية العالمية لتكون برهانا ساطعا علي حكمة البنك المركزي مؤيدا من الدولة في اتخاذ مثل هذا القرار الذي اعتبر في ذاك التوقيت بالغريب أو غير المألوف‏..‏
ولانناقش في هذا المقال قصة المركزي او منتقديه ولكننا نناقش تلك الخطوة المتأخرة دائما في اصدار التشريعات الاقتصادية المطلوبة والمؤثرة‏ بعد أن تكون الازمات قد لفحتنا هنا أو هناك بنزلات برد أشد وطأة من إنفلونزا الطيور والخنازير لانها لفحة برد تؤخر اجيالا كاملة عن بلوغ الهدف في الوقت المحدد‏.
فهل حالة جنرال موتورز تفتح شهية المشرع المصري لسرعة مناقشة واصدار قانون الافلاس؟ أم أن علينا انتظار أزمة جديدة حتي نتحرك في الاتجاه المطلوب؟
الاهرام*