عقد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله والنائب وليد جنبلاط لقاء ليل الخميس الجمعة، هو الاول منذ ثلاث سنوات بين الرجلين المنتميين الى جبهتين سياستين متنافستين، حسبما افاد حزب الله. وقال حزب الله في بيان صباح الجمعة ان الامين العام لحزب الله استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، مشيرا الى ان الرجلين "اجريا معا مراجعة معمقة للمرحلة السابقة في محطاتها المختلفة، وناقشا آفاق المرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة". واضاف البيان انهما "اكدا على ضرورة العمل سويا من اجل الانتقال بلبنان والمنطقة من حالة التأزم الى حالة التعاون بين الجميع بما يمكن لبنان وشعبه من مواجهة الاستحقاقات الكبرى القادمة"، وقال البيان ان جنبلاط ونصرالله "اتفقا على استمرار التواصل والتشاور خلال المرحلة المقبلة". وكان اللقاء الاخير بين نصرالله وجنبلاط حصل على طاولة الحوار الذي عقد بين الاطراف اللبنانيين في شتاء وربيع 2006. وبلغت العلاقات حدا كبيرا من التوتر بينهما مع انتقاد قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية النيابية والتي ينتمي اليها جنبلاط لاقدام حزب الله على خطف جنديين اسرائيليين على الحدود في تموز/يوليو 2006، وهي عملية ردت عليها اسرائيل بحرب مدمرة استمرت 34 يوما. وكان جنبلاط رأس الحربة في الصراع السياسي ضد حزب الله بعد الحرب مع انفجار الازمة السياسية التي تسببت بشلل البرلمان والحكومة، حتى احداث السابع من ايار/مايو التي تخللتها معارك بين انصار قوى 14 آذار وانصار قوى 8 آذار وابرز مكوناتها حزب الله. واندلعت المعارك في شوارع بيروت اثر قرارين اتخذتهما الحكومة اللبنانية بالتحقيق في كاميرا نصبها حزب الله قرب مطار بيروت وشبكة اتصالات خاصة به، وكان اكثر المتحمسين من اجل اتخاذ هذين القرارين النائب جنبلاط ووزراء حزبه في الحكومة. الا ان وليد جنبلاط اعتمد خلال الحملة الانتخابية الاخيرة التي سبقت الانتخابات النيابية في السابع من حزيران/يونيو لهجة معتدلة وتوافقية، ومد اليد الى حزب الله الذي قابله بخطاب مماثل، وفازت قوى 14 آذار باغلبية مقاعد مجلس النواب في الانتخابات.