اعتبر المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكى أن الرؤية التى طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مساء الأحد تشوبها عيوب وينقصها الكثير من العناصر وبالتالى تحتاج إلى تطوير كبير لكى يمكن أن تتلاقى ومستوى الجهود الدولية والعربية المبذولة لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل فى الشرق الأوسط. وأوضح المتحدث فى تصريحات له الاثنين بأن مصر كانت تأمل فى سماع رؤية إسرائيلية مختلفة تقوم على الإلتزام الواضح بحل الدولتين وباستئناف العمل لتحقيق التسوية السياسية على أساس ماوصلت إليه المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية مع الحكومة الإسرائيلية السابقة ، بالإضافة إلى التجميد الكامل للنشاط الإستيطانى وتخفيف الإجراءات القاسية المفروضة على الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية وقطاع غزة وإتخاذ خطوات تعيد بناء الثقة بين الجانبين تمهيدا لعمل تفاوضى جاد يلتزم بتحقيق السلام فى إطار زمنى محدد متفق عليه وحتى لا يتحول الأمر إلى جلسات للحديث دون هدف أو طائل. واشار زكى بأن العالم عندما يؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش فى سلام وأمن إلى جانب دولة إسرائيل فإنه يؤيد حقا مشروعا للشعب الفلسطينى مجسدا فى ميثاق الأممالمتحدة ، وهو لا يقصد بالتأكيد دولة تفتقر إلى أدنى المقومات على النحو الذى ترمى عليه الرؤية الإسرائيلية المطروحة،بل إن مايعترف به العالم ويريده هو دولة فلسطينية حقيقية ذات مقومات واضحة تماثل كل الدول الأخرى وتكون تجسيدا عمليا لأحلام الشعب الفلسطينى فى الإستقلال الفعلى ،وليس الرسمى أو الشكلى ، عن الإحتلال الإسرائيلى. واكد السفير إلى أن الأطروحات الهادفة إلى تحقيق ما يشبه الحكم الذاتى للفلسطينيين هى قديمة وعفا عليها الزمن ،وأن العالم أجمع - دون إستثناء - تجاوزها منذ سنوات طويلة.وطالب البعض فى إسرائيل بأن يحلق بالموقف الدولى فى هذا الصدد. مستقبل عرب 48 وحذر المتحدث من خطورة العودة إلى المنطق القائم على أن الأرض هى منحة إلهية وأن التنازل عنها هو تفريط فى تلك المنحة ، باعتباره منطقا يضرب جهود تحقيق السلام فى مقتل ويصب فى إتجاه تحويل القضية من صراع سياسى إلى صراع دينى أبدى، وهو أمر لا يخدم أبدا بل يضر القوى التى تطالب بالإعتدال والتفاوض والتوصل إلى تسوية سياسية تضمن تحقيق سلام يقوم على العدل وليس على الإذعان. وأضاف زكى أن الرؤية الإسرائيلية تحمل فى طياتها أيضا تهديدا لمستقبل العرب المقيمين فى إسرائيل ووضعهم فى تلك الدولة يشكل مصدر قلق لمصر ويتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تقدم الضمانات اللازمة بشأن عدم حدوثه. واشار السفير إلى أن مصر ستستمر فى جهودها وفى دعمها للجهود الأمريكية والدولية الهادفة إلى تحقيق السلام من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف والتى تشكل الضمانة الحقيقية والوحيدة للأمن والإستقرار والسلام فى المنطقة وبالتالى تمتد آثارها للعالم أجمع. (أ ش أ)