انشأ مرصد فضائي كندي محمية نجوم تمتد على 5500 كلم مربع لمحاربة التلوث الضوئي والوقوف على دراسة افضل للنجوم، ما دفع مراصد اخرى كمرصد "بيك دو ميدي" في فرنسا الى تبني الفكرة نفسها. وقال برنار مالانفان وهو المسئول التقني في المرصد والحارس الامين للمنظار المزود بمرآة قطرها 160 مترا وتعتبر الابرز والاهم شرقي امريكا الشمالية انه منذ 1990 بات بالامكان رؤية الظلال على جدران المبنى. ويقول روبير لامونتاني مدير المرصد ان السماء باتت تبهر العيون، وفي مواجهة هذا الوضع قرر علماء الفلك والسلطات المحلية عام 2003 خفض الانبعاثات الضوئية المحيطة بنسبة كبيرة، وتدنت الانبعاثات بنسبة 25% في غضون 5 سنوات. ووفقا لمؤسسة دارك سكاي، تطلب انشاء محمية النجوم الاولى في العالم اجراءات شملت المنطقة بيتا بيتا واعتماد انظمة جديدة من قبل البلدية، واستبدلت الاضواء الخارجية في شعاع 25 كلم في مون ميغانتيك باخرى تصدر اشعة دون الحمراء بكمية اقل، مثل تلك المصنوعة من الصوديوم والفلور المضغوط. ومنع استخدام المصابيح التي تستخدم الزئبق التي تبعث شعاعات برتقالية قوية، كما تم تبديل المصابيح والاضواء الكاشفة كلها او تعديلها حتى لا تضيء السماء، ويقول لامونتاني تكون الحلول احيانا بسيطة للغاية، كتوجيه المصابيح نحو الاسفل او اضافة حاجب. وتغيرت قوانين الانارة في شعاع يتراوح بين 25 و50 كلم حفاظا على محمية النجوم، وغيرت وزارة النقل في مقاطعة كيبيك شبكة الانارة واعتمدت العاصمة المحلية شربروك، التي تضم 150 الف نسمة، انظمة مماثلة على الرغم من انها تبعد 80 كلم غربا. وافاد المسئول التقني في المرصد برنار مالانفان ان متجرا كبيرا غرم بسبب وضعه اضواء كاشفة تنير الواجهات التي تضيء السماء، بالاضافة الى ذلك، سمحت هذه التغييرات بتوفير كمية من الطاقة تصل الى مليون ونصف كيلو واط/ساعة سنويا، اي ما يكفي لانارة قرية صغيرة، وباتت هذه المبادرة تشكل مثالا يحتذى به. وقال مالانفان، زار فريق من "مرصد بيك دو ميدي" الفرنسية مرصد مون ميغانتيك، ويطمح المرصد الذي يقع جنوب سلسلة جبال البيرينه لانشاء اول محمية نجوم في اوروبا، وذلك بالحد من الانبعاثات الضوئية على شعاع 15 كلم، ولعل اكثر من سيفرح بنجاح هذا المشروع، الى جانب علماء الفلك الفرنسيين، هو القطاع السياحي، فمع 20 الف زائر سنويا، يعتبر مركز مون ميغانتيك محركا للاقتصاد في المنطقة. (ا ف ب)