ذكر الباحث الاكاديمي ميشال جحا مقدما الطبعة الجديدة المزيدة لكتابه عن أمين الريحاني أن الرجل وبعد مرور نحو سبعين سنة على رحيله وآلاف الصفحات التي كتبت عنه لا يزال يستحق أن يكتب عنه ولا يزال يشغل الناس. وقال الدكتور جحا "هذا الرجل الذي كان متعدد المواهب والنشاطات مارس شتى فنون الأدب ولم يتلق علومه في جامعة من الجامعات، هو معلم نفسه.تعلم من الطبيعة ومن الهجرة والمطالعة، ففي الطبيعة تأمل وفي بلاد المهجر تنور من الكتب والمتاحف وغرائب الدنيا وعجائبها، وهو القائل"السير في شوارع المدن الكبرى يذكر الإنسان بالإنسان وأما السير في الوادي أو الغاب فيذكر السائر بالخالق." ويصف جحا الريحاني بأنه شاعر واديب وناقد أدبي وكاتب مسرحي وقصاص ومؤرخ وفنان ورسام كاريكاتور ورحالة وفيلسوف وسياسي ومصلح اجتماعي ومرب وعالم آثار، وهو ليس بالمؤرخ الجاف ولا بالفيلسوف الباحث ولا بالسياسي المنظر إنما هو مزيج من ذلك كله، وهو يتناول المواضيع ويجعل منها مادة أدبية مستساغة. وهو اديب ملتزم، التزم قضايا وطنه ووحدة امته ، سعى إلى وحدة الامة العربية ودعا إلى الديمقراطية وإلى الحرية ولاسيما حرية الفكر، وعمل على التوفيق بين روحانية الشرق ومادية الغرب ، بين عقلانية الإنسان الغربي وصوفية الإنسان الشرقي كما دعا إلى محاورة الغرب ونظر إلى الإنسان كقيمة في حد ذاته بعيدا عن العرق والدين واللغة والجنس والوطن. وهو داعية ثورة وتغيير وقف ضد الاقطاع والطائفية والتعصب، آمن بالتطور والتقدم وتحرير الإنسان من الجهل والخوف والفقر كما جابه الاستعمار الفرنسي في لبنان وتصدى له فكان نصيبه النفي.وكان الريحاني بسبب مواقفه العلمانية ونقده رجال الدين قد جلب على نفسه وهو المسيحي الماروني حرما فرضته عليه الكنيسة. وفي مجال تعداد بعض منجزات الأديب الشهير قال جحا إن الريحاني " ادخل الشعر المنثور في الادب العربي ودعا إلى التجديد وترك الأنماط البالية والجامدة، وكان اول اديب لبناني عربي من ادباء المهجر يؤلف باللغة الانجليزية، وأول لبناني عربي يضع رواية باللغة الانجليزية هي "كتاب خالد" كما ترجم إلى الانجليزية لزوميات ابي العلاء المعري وهي من اصعب الشعر. أضاف الكاتب "كان أمين الريحاني أكثر ادباء المهجر إنتاجا وأكثرهم تنوعا فقد ترك 55 كتابا 29 منها باللغة الانجليزية بعضها لم ينشر حتى اليوم مع العلم انه لم يكن معمرا فقد عاش 64 سنة فقط" أما الكتاب فقد حمل عنوان "أمين الريحاني 1876-1940 مختارات ودراسات". "رويترز"