بدأ سكان وادي سوات بشمال غرب باكستان فى الفرار الثلاثاء مذعورين من الهجوم الذي يشنه الجيش الى مقاطعتين مجاورتين رغم اتفاق وقف اطلاق النار المثير للجدل. واكد شهود عيان ان "العديد من السكان" فروا بسرعة حاملين امتعتهم في اربع مناطق قريبة من منجورا كبرى مدن سوات، واشار مسئول محلي الى مقتل خمسة اشخاص ليل الاثنين الثلاثاء بعد ان علقوا في تبادل لاطلاق النار بين مقاتلين اسلاميين وقوات الامن. وبعد ان بثوا الرعب طوال سنتين في وادي سوات الذي كان من افضل مناطق باكستان السياحية، تفاوضت حركة طالبان الباكستانية مع الحكومة في منتصف شباط/فبراير 2009 حول اتفاق وقف اطلاق النار مقابل فرض الشريعة الاسلامية في سوات وست مقاطعات مجاورة، لكن المقاتلين رفضوا القاء السلاح واغتنموا وقف اطلاق النار للزحف على اسلام اباد التي باتوا على مسافة نحو مئة كلم منها. وشن الجيش قبل تسعة ايام هجوما على مقاطعتي لوير دي وبونر واكد انه قتل نحو 160 مقاتلا من طالبان خلال اسبوع، ولم يتسن التاكد من هذه الارقام من مصادر مستقلة، وضاعفت واشنطن الضغط على اسلام اباد، حليفتها الاساسية في "حربها على الارهاب"، كي تتصدى لهجوم طالبان ورحبت بالهجوم العسكري. وتشهد باكستان موجة منقطعة النظير من الاعتداءات شنها عناصر طالبان الباكستانية واسفرت عن سقوط اكثر من 1800 قتيل خلال 21 شهرا، وفي هذه الاجواء المشحونة باعمال العنف وانعدام الاستقرار تثير الترسانة النووية التي تملكها اسلام اباد مخاوف واشنطن. وسيبحث الرئيس الامريكي باراك اوباما هذه المسالة الاربعاء خلال قمة ازمة مصغرة مع نظيريه الافغاني حامد كرزاي والباكستاني آصف علي زرداري. واعلن روبرت جيبس الناطق باسم اوباما ان "السهر على ضمان سلامة الاسلحة النووية في باكستان والعتاد النووي في العالم يعتبر من اكبر الاولويات في نظر الرئيس ولا اشك في ان يتناول ذلك" الاربعاء. من جهته أكد الاميرال مايكل مولن قائد اركان الجيوش الامريكية الاثنين ان الترسانة النووية في باكستان "في مأمن" ولن تقع بين ايدي المتطرفين. (ا ف ب)