يبدو فوز المحامي جاكوب زوما شبه مؤكد في الانتخابات في جنوب افريقيا ليصبح رابع رئيس اسود لها بحسب النتائج التي تشير الى تقدم مريح لحزبه المؤتمر الوطني الافريقي. واعلنت اللجنة الانتخابية الخميس ان المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم منذ 1994 في جنوب افريقيا فاز باكثر من 62% من الاصوات في الاقتراع التشريعي الذي جرى الاربعاء بعد فرز عشرة في المئة من الاصوات. وكشفت الارقام الاخيرة التي اعلنت في مقر اللجنة في بريتوريا ان المؤتمر الوطني الافريقي حصل على 67,62% من الاصوات بعد فرز 35,2 مليون من الاصوات حتى الساعة الخامسة بتوقيت جرينيتش. حصل التحالف الديموقراطي المنبثق من المعارضة السابقة في عهد نظام الفصل العنصري على 22,20% من الاصوات تلاه حزب مؤتمر الشعب الذي أسسه منشقون عن المؤتمر الوطني الافريقي في كانون الاول-ديسمبر الماضي ب5,7% من الاصوات. ويبدو فوز المؤتمر الوطني الافريقي الذي يتمتع بشرعية موروثة عن نضاله ضد نظام الفصل العنصري السابق, شبه مؤكد لولاية جديدة مدتها خمس سنوات. ويفترض ان ينتخب زعيمه جاكوب زوما (67 عاما) الذي اسقطت ملاحقات ضده بتهمة فساد رئيسا للجمهورية خلال جلسة استثنائية للبرلمان ستعقد في السادس من ايار/مايو. والمشاكل القضائية لهذا الرجل الذي يتمتع بشخصية قوية فضلا عن الخلافات الداخلية في المؤتمر الوطني الافريقي التي ادت الى اجبار رئيسه ثابو مبيكي على الاستقالة في ايلول/سبتمبرلم تمنع الناخبين من التصويت له. ومنذ 1994 اقيم اكثر من مليوني مسكن ومدت شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي الى عدد كبير من الاحياء. لكن ملايين الاشخاص وخاصة من الغالبية السوداء ما زالوا يعيشون في مدن للصفيح. ويعيش نحو 43% من السكان باقل من دولارين يوميا بينما تناهز نسبة البطالة اربعين في المئة. كما فشلت الحكومة في احتواء الاجرام الذي سجل مستوى قياسيا بوقوع خمسين جريمة قتل يوميا وفي وقف انتشار مرض الايدز الذي يضر ب5,5 ملايين شخص من عدد السكان البالغ 48 مليون نسمة. وتعهد زوما معالجة هذه المشكلات لكن مهمته ستكون صعبة بسبب تباطؤ الاقتصاد. فبعد سنوات من النمو المتواصل سجلت جنوب افريقيا في الفصل الاخير من العام 2008 انكماشا بنسبة 8,1% في اجمالي ناتجها لداخلي. واعلن قطاع المناجم وصناعة السيارات اللذان طاولتهما الازمة في شكل مباشر الغاء عشرات الاف الوظائف ويتوقع ان تخسر البلاد نحو 300 الف وظيفة العام 2009. (ا ف ب)