كشفت وزارة الخزانة الامريكية تسجيل أعتى اقتصادات العالم عجزا قياسيا قدره 956.80 مليار دولار في النصف الاول من السنة المالية 2009/ 2010، بارتفاع أكثر من 3 أمثال مستوى العجز في الفترة ذاتها قبل عام مع تسارع الانفاق على برامج الانقاذ المالي والاقتصادي، وفي المقابل يلمح الرئيس الامريكي باراك أوباما بصيصا من الامل في الاقتصاد. وبوتيرة شهرية، بلغ عجز الميزانية خلال مارس/ اذار 2009 نحو 192.27 مليار دولار وهو مستوى قياسي للشهر ويقترب من 4 أمثال معدله في مارس 2008 الذي بلغ 48.21 مليار دولار، لترتفع الموازنة الى 321.23 مليار دولار مقارنة مع 227.02 مليار دولار. وتعود قفزة الموازنة في مارس الى تخصيص 46 مليار دولار لضخ سيولة في شركتي تمويل المساكن فاني ماي وفريدي ماك اللتين تسيطر عليهما الحكومة، و10.6 مليار دولار لإعانات البطالة المدعومة من قبل الحكومة الاتحادية. وإلى جانب الدعم الرأسمالي المقدم لفاني وفريدي اشترت الحكومة ما قيمته 17.38 مليار دولار من الاوراق المالية المعززة برهون عقارية ليصل اجمالي النصف الاول من السنة المالية 2009 الى 119.2 مليار دولار. وعلى صعيد العائدات، شهدت تراجعا حادا مع نضوب دخل الضرائب جراء التدهور الاقتصادي المتسارع، لتفقد 28% الى 128.96 مليار دولار من 178.82 مليار دولار قبل عام. وعلى الوجه الاخر للعملة، أكد الرئيس الامريكي باراك أوباما انه يلمح "بصيصا من الامل" في اداء اقتصاد بلاده رغم ما تعانيه مختلف القطاعات من ضغوط حادة ووعد باتخاذ خطوات جديدة لمعالجة الازمة المالية. وهو ما ارجعه - خلال اجتماعه مع كبار صناع السياسات الاقتصادية ومسؤولي الرقابة المالية في البيت الابيض - الى توقعات أرقام مشجعة للتجارة والبطالة، وشاركه في الراي لورانس سمرز المستشار الاقتصادي للبيت الابيض قائلا انه يتوقع انتهاء حالة "التراجع المطرد" للاقتصاد بانتصاف 2009. ويعول أوباما على نتائج اختبارات التحمل التي جرت على 19 بنكا أمريكيا رئيسيا بغية التعرف على كيفية عمل البنوك في ظل أوضاع اقتصادية أشد صعوبة من المتوقع بغية تقييم حاجاتها التمويلية، وتترقب أسواق المال نتائجها بنهاية ابريل/ نيسان 2009. وبالنسبة لأرقام فقد الوظائف، قفز معدل البطالة الامريكية الى 8.5% خلال مارس 2009 بعد فقد 663 الف وظيفة، مسجلا النسبة الأكبر منذ عام 1983 فيما يلقي الضوء على تدهور سوق العمل، خاصة بالاشارة الى الارتفاع القياسي لعدد الحاصلين على كوبونات غذاء ليبلغ واحد من كل 10 امريكيين. يذكر، أن اعتى اقتصادات العالم فقد 5.1 مليون وظيفه منذ بداية الكساد في ديسمبر/ كانون الاول 2007 وقعت أغلبها في الشهور الخمس الاخيرة. (رويترز)