دراسة: فيروسات شائعة قد تسبب "السكري" في الطفولة

أكد باحثون ان دراستين- نشرتا الخميس- قدمتا أدلة على ان فيروسات شائعة قد تسبب الاصابة بداء السكري خلال مرحلة الطفولة مما يمهد الطريق امام تطعيم محتمل لضد المرض الذي يمكن ان يهدد الحياة.
وأوضح فريق من الباحثين ان الفيروسات التي تسبب عادة الاصابة بالبرد والقيء والاسهال توجد غالبا في البنكرياس لدى صغار السن الذين توفوا حديثا نتيجة للاصابة بالنوع الاول من داء السكري، ويطلق عليه احيانا داء السكري في الاحداث وليس في عينات الاطفال الاصحاء.
وقال الان الباحث فوليس بالمؤسسة الملكية بجلاسجو الذي عمل في احدى الدراستين ان ذلك يشير الى ان الفيروس يمكن ان يسبب الاصابة بالمرض في الاطفال الذين لديهم استعداد وراثي لمثل هذه الاصابة وهو ما ينطبق على نحو 440 الف شخص في انحاء العالم.
وقال في مؤتمر صحفي "المسألة التي بدأت في الظهور هي انه توجد اصابة فيروسية تسبق بدء المرض المرتبط بالمناعة الذاتية."
والنوع الاول من داء السكري سببه تدمير الخلايا بيتا في البنكرياس التي تنتج الانسولين اللازم لتنظيم مستويات السكر في الدم. ومرض المناعة الذاتية مختلف عن النوع الثاني الاكثر شيوعا من الاصابة بداء السكري الذي يرتبط بالبدانة.
وقال الباحثون ان الجينات تلعب دورا في الاصابة بداء السكري، لكن الباحثين يعرفون ان عوامل اخرى مثل النظام غذائي مهمة ايضا لكن كان يشتبه منذ فترة طويلة في الفيروسات على انها سبب محتمل للاصابة.
نتائج الفحوصات
وفحص فوليس وزملائه 73 عينة بنكرياس لاشخاص صغار السن توفوا نتيجة للاصابة بداء السكري، ووجدوا ان 60 في المئة من الاعضاء التي تم التبرع بها تحتوى على أدلة على عدوى فيروسية في خلايا البيتا.
وعلى العكس لم يعثر الباحثون على خلايا بيتا مصابة بعدوى فيروسية في عينات الانسجة التي اخذت من 50 طفلا غير مصابين بداء السكري، كما ورد في الدراسة التي نشرت في دورية دايابيتولوجيا.
ووجدوا ايضا نسبة كبيرة من الخلايا المصابة في البالغين المصابين بالنوع الثاني من داء السكري؛ مما يشير الى ان فيروسات ربما تسبب ايضا هذا الشكل من المرض في بعض الاشخاص.
وفي دراسة ثانية قام بها باحثون بجامعة كيمبريدج، وجد ان تحولات جينية نادرة في جين له علاقة برد فعل الجسم عند الاصابة بفيروسات يقلل مخاطر الاصابة بداء السكري في الاحداث.
وفحص الباحثون 480 شخصا من صغار السن المصابين بالنوع الاول من داء السكري و480 شخصا اخرين من الاصحاء لتحديد الجين والمتغيرات المتعلقة بذلك.
وقال جون تود الباحث بجامعة كيمبريدج الذي عمل في دراسة نشرت في دورية ساينس "حددنا جينا معينا يقوم بالابلاغ عن وجود عدوى فيروسية."، واضاف "لم نعثر فقط على جين محدد، وانما وجدنا ان هذا الجين له وظيفة خداع في التعامل مع العدوى الفيروسية."
(رويترز)