تظاهر مئات الاشخاص الاربعاء في الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار غرب بغداد، تنديدا بزيارة الرئيس الايراني الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني معتبرين انها "تدنيس لارض العراق". وشارك في التظاهرة شيوخ عشائر ورجال دين في شرق الرمادي (110 كلم غرب بغداد). ورفع المتظاهرون اعلاما عراقية ولافتات كتب على احداها "تستنكر الانبار زيارة رفسنجاني الصفوي" و "المجرم رفسنجاني رمز للعدوان والشر" و "زيارة مشؤومة وتدنيس لارض العراق". وقال قاسم صداع احد زعماء عشيرة البو فهد "لن ننسى ما فعله الايرانيون بالاسرى العراقيين (...) نستنكر وبشدة هذه الزيارة". وفرضت قوات الامن اجراءات امنية مشددة خلال التظاهرة التي استمرت حوالى ساعة. ويرئس رفسنجاني مجمع تشخيص مصلحة النظام، ارفع هيئة تحكيمية في البلاد، ويتمتع بنفوذ واسع في بلاده وكان رئيسا بين العامين 1989 و 1997. كما يتولى رئاسة مجلس الخبراء الذي يشرف على نشاطات المرشد الاعلى اية الله علي خامنئي. وفي الاطار ذاته، اعلن الحزب الاسلامي بزعامة طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي رفضه الزيارة. واعلن في بيان ان الزيارة "غير مرحب بها" مطالبا الحكومة ب"فتح الملفات المتعلقة بتدخلات طهران في الشأن العراقي، والتي اضرت بالوضع الامني والسياسي، وكادت تجر البلاد الى الحرب الاهلية". وتابع ان "تطوير العلاقات بين البلدين ايجابا يستدعي احترام الشأن الداخلي العراقي، والكف عن التدخل مثل دعم الميليشيات وإثارة النعرات الطائفية وجعل الحدود بين البلدين ممرا لادخال السلاح والمخدرات". واثار بيان الحزب الاسلامي خلافا مع الرئيس جلال طالباني الذي "عبر عن اسفه واستغرابه الشديدين للبيان" مشيرا الى "مشاركة اياد السامرائي في مراسم اسقبال الضيف والاجتماع الرسمي بين الوفدين". واكد ان "صدور البيان من دون تنسيق ومشاورة مع الرئيس يعتبره تجاوزا على صلاحياته وموقفا غير وديا من قبل الحزب الاسلامي تجاه فخامته". وقد وصل رفسنجاني الى بغداد الاثنين الماضي في زيارة رسمية تستغرق اياما عدة يلتقي خلالها كبار المسؤولين. وقام رفسنجاني امس بزيارة مرقد الامامين العسكريين في سامراء بشكل مفاجئ حيث امضى اقل من ساعة في المكان كما سيقوم بزيارة العتبات الشيعية الاخرى. ونشبت حرب بين ايران والعراق بين 1980 و1988 اوقعت اكثر من مليون قتيل من الجانبين. وبعد الاطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين العام 2003 بايدي القوات الاميركية، تحسنت العلاقات بين البلدين اثر تولي حكومة يهيمن عليها الشيعة السلطة في العراق. (أ ف ب)