قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين في كلمته امام مؤتمر اعادة اعمار غزة إن اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز لدى حماس في غزة، يعد "اولوية" بالنسبة لفرنسا. واكد الرئيس الفرنسي ان "شاليط بالنسبة لفرنسا مواطن (فرنسي) ولن نقبل ابدا ان تتعرض حياته للخطر" مضيفا ان "اطلاق سراحة اولوية بالنسبة لنا". واعتبر ان اتفاقا بشأن الافراج عنه "ممكن" معربا عن امله ان يتم ذلك "في اسرع وقت". وأضاف في كلمته أمام المؤتمر المنعقد بشرم الشيخ أن أولويات بلاده الأولى مع الرئيس مبارك هو وضع نهاية للقتال، مؤكدا انه "ليس هناك حلول عسكرية في غزة. وعبر ساركوزى عن تضامن بلاده التام مع الشعب الفلسطيني الذي عانى الكثير، مشيرا إلى أن بلاده قدمت 9 طائرات تحمل مساعدات إغاثة إنسانية، بالإضافة إلى أن باريس تتعهد ببناء مستشفى في قطاع غزة. وأكد ساركوزى ضرورة المصالحة بين الأطراف الفلسطينية لأنها مفتاح السلام وشرط أساسي لإنشاء دولة فلسطينية. ونصح ساركوزي حماس بقوله ""إذا كانت حماس تريد أن تكون محترمة فعليها أن تتخذ موقفا محترما وتلتزم بالمحددات التي تم التوصل إليها في الماضي". من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني تبرع بلاده بمبلغ 100 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، مؤكدا انه بدأ مفاوضات مع العديد من المجموعات الفندقية في العالم لبناء منشآت في الأراضي الفلسطينية، متوقعا انتقال جزء كبير من السياح القادمين إلى أوروبا إلى زيارة المناطق المقدسة. ودعا رئيس الوزراء الإيطالي الإسرائيليين إلى "تشكيل حكومة جديدة ترغب في السلام". خيار السلام والحرب واسرائيل فى حين اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في كلمته امام مؤتمر شرم الشيخ لاعادة اعمار غزة ، مجددا ان الخيار بين السلام والحرب الذي قدمته مبادرة السلام العربية لاسرائيل لن يكون مفتوحا في كل وقت. وقال الفيصل امام قادة العالم الذين اجتمعوا لتأكيد دعمهم لخطة اعادة اعمار القطاع بعد حرب اسرائيلية مدمرة "اطلقت مبادرة السلام في قمة بيروت عام 2002 ولم تجد اي تجاوب من اسرائيل والتي كان عليها كما قال خادم الحرمين الشريفين ان تدرك ان الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا في كل وقت ،وان المبادرة المطروحة اليوم لن تبقى على الطاولة الى الابد". الأولوية لفتح المعابر من ناحيته، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته أمام المؤتمر أن الأولوية هي فتح معابر قطاع غزة، وقال بان "إن هدفنا الأول والذي لابد منه هو فتح المعابر". ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى التحرك الفوري لإعادة إعمار غزة وإقامة سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ووصف كي مون الوضع على المعابر بأنه "لا يمكن تحمله"، مضيفا أن "عمال الإغاثة لا يمكنهم الدخول، والاحتياجات الأساسية لا يمكنها الدخول ..لا مواد بناء لإقامة المنازل والمخيمات". من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال المؤتمر أن المساعدات الأمريكية إلى قطاع غزة "لا يمكن فصلها عن عملية السلام". وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية ان "ردنا على الأزمة اليوم لا يمكن فصله عن جهودنا الأوسع لبلوغ سلام شامل". وأعلنت الولاياتالمتحدة عن مساهمة إجمالية بقيمة 900 مليون دولار للفلسطينيين خلال هذا المؤتمر، لكن 300 مليون منها فقط ستخصص مباشرة لقطاع غزة على ان يوجه بقية المبلغ إلى السلطة الفلسطينية. وأكدت كلينتون ان هناك حاجة لتحرك عاجل لتحويل الأزمة إلى "فرصة تقربنا أكثر من أهدافنا المشتركة." رفض السياسات التدميرية لإسرائيل وفى كلمته أمام المؤتمر، أقترح عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ان يشير البيان الختامي للمؤتمر إلى رفض المجتمع الدولي لسياسات التدمير والتخريب في الأراضي المحتلة باستخدام قوة غير متكافئة. وأوضح موسى أن حجة الإرهاب التي اخترعتها سلطات الاحتلال لترهب الشعب الفلسطيني وتخضعه يجب ان يعيد المجتمع الدولي النظر فيها حتى يضبط الأمور ويعيدها إلى نصابها، مشددا على ان "شعب تحت الاحتلال لا يصح ان يقبل المجتمع الدولي عملية اجتياحه وحصاره وتمزيقه وإسكاته وإخضاعه وإلا اتهم بالإرهاب". وكان الرئيس حسني مبارك قد افتتح صباح الاثنين أعمال المؤتمر الدولي لإعادة أعمار قطاع غزة بشرم الشيخ بحضور رؤساء ووزراء خارجية وأعضاء وفود نحو 87 دولة ومنظمة ومؤسسة مالية وإقليمية ودولية. ويأتي انعقاد المؤتمر الدولي في مسعى لجمع أربعة مليارات دولار لإعادة أعمار ما تضرر في القطاع جراء العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة. (وكالات)