في الوقت الذي يهاجر فيه «البدون» أو «غير محددي الجنسية» أو «المقيمون بصورة غير قانونية»، هربا من تلك المسميات، وبحثا عن جنسية يضمنون بها استقرارا أمنيا وقانونيا لأبنائهم، يتنازع عرب من جنسيات مختلفة من اجل الحصول على أي هوية تثبت أنهم من أبناء هذه الفئة، للحصول على مميزات يحصل عليها أبناء هذه الفئة بسهولة من بعض البلدان الأوروبية التي يهاجرون إليها. لكن معاناة أبناء هذه الفئة لا تنتهي، فمن أراد منهم الحياة في الخارج وذهب ليعيش على أنه «بدون من الكويت» تبعه آخرون يحملون جنسيات أخرى، ولكنهم يخفونها مدعين أنهم من أبناء هذه الفئة للحصول على اللجوء الإنساني، وعلى راتب الضمان الاجتماعي، الذي تمنحه تلك الدول لغير محددي الجنسية من رعايا دولة الكويت. والقصة تبدأ، كما يرويها لجريدة «القبس» الكويتية أحد المغتربين من أبناء هذه الفئة وقد حصل على إحدى الجنسيات الأوربية، بأنه في الفترة الأخيرة ازداد عدد العرب الذين يلجأون إلى بعض الدول الأوروبية التي لا تمنحهم حق اللجوء، منتحلين ومدعين أنهم من فئة البدون في الكويت حتى يتسنى لهم الحصول على هذا اللجوء بسهولة. ويضيف: في البلدان الأوروبية تلجأ الأغلبية بجوازات سفر مزورة، لأن وجود جواز سفر مع الشخص الراغب في اللجوء الإنساني، يعني عودته إلى البلد القادم منه على الطائرة نفسها، ناهيك عن التأشيرة (الفيزا) التي تكون في الجواز الأصلي وتكون لأي سبب فإنها تعني عدم حصول حاملها على أي حق في اللجوء الإنساني. تزوير وما يحصل مع هؤلاء العرب أنهم يقومون بإخفاء جوازاتهم الحقيقية ويدعون أنهم من فئة «البدون في الكويت» وأنهم قدموا بجوازات مزورة بالإضافة إلى تزويرهم لإثبات البدون المعتمد في الكويت، وهو البطاقة الأمنية الصادرة من اللجنة التنفيذية للمقيمين بصورة غير قانونية، التي يسهل تزويرها نظرا لعدم حداثة مواصفاتها، فهي عبارة عن بطاقة خضراء مطبوعة ويمكن تصويرها وإصدار صورة طبق الأصل منها بسهولة، فيقومون بتقديمها إلى سلطات البلد الأوروبي الذي يلجأون إليه ضمن آلية التقديم على اللجوء الإنساني. ويتابع قائلا: حصل العديد منهم على هذا اللجوء، وقبلوا في تلك الدول على أنهم من «البدون»، إلا انه تم اكتشاف تزوير أحد المدعين، وبناء عليه تنبهت إحدى الدول الأوروبية لعملية التزوير والادعاء الباطل، فقامت السلطات المحلية باستعداء أقدم «البدون» الحقيقيين من المهاجرين، الذين يحتفظون بسجل أمني نظيف من الحاصلين على جنسيتها، طالبة منهم تشكيل لجنة للتعريف ب«البدون» تكون مهمتها منح شهادة تعريفية لكل لاجئ إنساني يدعي أنه من فئة «بدون الكويت» وذلك بعد التأكد والتحقيق معه! إجراء ويقول: ان اللجنة تقوم بإجراء عادي مع كل شخص محول من سلطات تلك الدولة بسؤاله وطلب إثباتات كاملة تفيد بأنه «بدون» كشهادة الميلاد، وشهادات الدراسة والإحصاءات، بالإضافة إلى سؤاله عن المنطقة التي يسكن فيها، وعن أقاربه وكأنه متقدم للحصول على الجنسية الكويتية، ثم بعد ذلك يتم منحه الشهادة التي تفيد بأنه من فئة «بدون الكويت» ليقدمها لسلطات تلك الدولة. ويختم حديثه قائلا: ان أكثر المتقدمين العرب للجنة كانوا من جنسيات عراقية وسورية ومصريين ومغاربة، ورفضت اللجنة منحهم تلك الشهادة، حيث كانوا يسقطون مباشرة بسبب اللهجة الواضحة عند سؤالهم، أو طلب إثباتات تشير إلى أنهم من أبناء هذه الفئة.