يشارك جوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الاوروبية و"وانغاري ماتاي" الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2004 في افتتاح المحمية العالمية للبذور الثلاثاء ، في مبادرة ترمي الى حماية التنوع النباتي من التغير المناخي والحروب والكوارث الطبيعية واهمال البشر . ومن المقرر أن ترى المحمية -"سفينة نوح النباتية"- النور في سفالبارد الأرخبيل الوعر في القطب الشمالي ، وهي عبارة عن مخزن مدرع محفور في الصخر يبعد ألف كلم فقط من القطب الشمالي. وتقع غرف المخزن الثلاث المبردة في نفق مثلث الشكل وهي قادرة على استيعاب 4,5 ملايين عينة من البذور بما يضمن استمرارية الفصائل الرئيسية من الانواع الزراعية اذا اندثرت من محيطها الطبيعي. ومن المتوقع ان تحوي المحمية عند افتتاحها حوالى 250 الف عينة جمعت من الدول والمؤسسات التي تحتفظ بملكية بذورها. وتعود فكرة المشروع الى مدير الصندوق العالمي للتنوع الزراعي كاري فاولر الذي أكد أن "المنشآت قادرة على احتواء ضعفي عدد الأنواع المتوافرة في الطبيعة ، واضاف لن تمتلئ في حياتي ولا حياة احفادي". وأكد فاولر "سنملك قريبا تنوعا أهم مما يملكه أي بنك للجينات في العالم". واضاف "اعمل في هذا المجال منذ ثلاثين عاما وكنت اتصور انني اعرف كل انواع المزروعات ، لكنني تلقيت لائحة بكافة الزراعات التي نملك بذورا لها وعلي الاقرار بانني لم اسمع البتة ببعضها". وتتولى النرويج بناء المشروع بكلفة تقارب ستة ملايين يورو لتضم محمية سفالبارد نسخا اضافية عن قواعد الجينات الموجودة ويفوق عددها 1400 حول العالم ، وستشكل بذلك شبكة امان للمؤسسات المعرضة للحروب والكوارث الطبيعية او استنفاد الاموال. وقامت باكستان وكينيا -اللتان تعانيان من أزمات خطيرة- بارسال عينات ، اما في كولومبيا فتفحصت السلطات الحبوب بدقة لتجنب تهريب المخدرات فيها. ومن اللافت للنظر ان يحوي ارخبيل سفالبارد هذا القدر من التنوع وهو منطقة جرداء لا تنبت فيها اي شجرة بسبب تجمد الارض على الدوام وتدني الحرارة الى 14 درجة مئوية تحت الصفر فى الشتاء. وتم اختيار الارخبيل الهائل الذي يقطنه 2300 شخص فقط بسبب طابعه الوعر والصعب ، ورأى فاولر ان "سفالبارد يلبي كافة الشروط المطلوبة" اذ انه معزول وبعيد عن الاضطرابات العالمية لكن يمكن الوصول اليه عبر بنى تحتية اولية ، بالاضافة الى استقراره السياسي. وتضمن تربة المنطقة المتجمدة على الدوام حفظ البذور في حد أدنى من البرودة حتى في حال تعطل نظام التبريد الذي يحافظ على حرارة 18 درجة مئوية تحت الصفر المثالية لحفظ بذور القمح والصويا والارز المخزنة في مغلفات مغلقة باحكام على رفوف. وتقع "سفينة نوح" الحديثة هذه على ارتفاع 130 مترا عن مستوى البحر ما يحميها من "طوفان" محتمل جراء ذوبان الثلوج ، كما بني هذا الملجأ المدرع بجدران من الاسمنت المسلح والابواب المصفحة ليقاوم صاروخا نوويا او سقوط طائرة ، ويبدو هذا الاجراء ضروري في منطقة تعرضت الخميس الماضى الى زلزال بقوة 6,2 درجات على مقياس ريختر هو الأقوى في تاريخ النرويج. (أ ف ب)