الاهرام 7/2/2009 لم يعد أمام الفصائل الفلسطينية وبالأخص حركة حماس سوي مواجهة الحقائق الفعلية, والتعامل معها بواقعية. أول وأهم هذه الحقائق أن واقع ما بعد العدوان الإسرائيلي الاخير علي غزة, أشد وأصعب, وأكثر خطورة علي مجمل المصير الفلسطيني.. الخروج من التهدئة الأولي, ومن ثم اندلاع العدوان لم يحقق شيئا لحماس وبقية الفصائل فقضايا ما قبل العدوان هي ذاتها قضايا ما بعده في التهدئة والحصار ومبادلة الاسري الفلسطينيين بالجندي الاسرائيلي شاليط والمصالحة الوطنية الفلسطينية.. ماتغير هو تحميل الواقع الفلسطيني اعباء جديدة فوق طاقته وكان في غني عنها.. شهداء بالمئات.. جرحي ومعاقون بالآلاف.. أحياء كاملة مدمرة.. أهالي مشردون.. زيادة في تعميق الانفصال والانقسام السياسي والوطني والجغرافي في الكيان الفلسطيني.. زيادة في طمع قوي اقليمية لاستغلال القضية الفلسطينية في أغراضها الخاصة. منذ أيام عادت حماس للقبض علي بعض مطلقي الصواريخ في غزة.. فماذا يعني ذلك؟ لاشيء سوي أن التهدئة ضرورة وحاجة واقعية.. كانت كذلك قبل العدوان وظلت كذلك بعده وما لم يكن ضروريا ولا مجديا, هو الخروج من التهدئة الاولي وفتح الباب أمام العدوان ودفع كل هذه الأثمان الباهظة. المسئولية تقتضي الحسم والوضوح وهذه ساعة الحقيقة والوفاء بمتطلباتها الملحة.. الواقع الفلسطيني في مشكلة كبيرة ومعقدة بعد العدوان.. حجم المأساة في غزة اكبر من حماس بمفردها. كيف يمكنك إعادة تعمير غزة وتضميد جراحها دون تهدئة؟ هل في قدرة أي من الفصائل اعادة تعمير غزة بمفردها أو كلها مجتمعة؟.. وأين ومتي حدث ذلك؟هل نعيد بناء البيوت اليوم ونفتح الباب لاعادة تدميرها مرة أخري غدا؟ إلي متي يصبر الاهالي علي واقع التشريد والهدم والقتل والاعاقة والانفصال والتقسيم؟ الشاهد أنه لا طريق الآن وغدا سوي المبادرة المصرية بعناصرها المتكاملة في التهدئة والحوار الوطني وإعادة الإعمار.. لامخرج سوي الموافقة علي التهدئة دون تردد والدخول بقوة, وعزم صادق في حوار وطني شامل يحقق المصالحة الفلسطينية. ويعيد تثبيت الكيان الفلسطيني في سلطة واحدة تحكم اقليم جغرافي واحد في الضفة الغربية وقطاع غزة لفتح الطريق أمام قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.