أشاد بان كي مون الامين العام للامم المتحدة بالانتخابات العراقية التي اتسمت بالهدوء بدرجة كبيرة خلال زيارة لبغداد يوم الجمعة لكنه حذر من ان هذه الدولة التي مزقتها الحرب مازال أمامها خطوات واسعة يتعين عليها قطعها قبل أن تحقق الاستقرار الدائم. والتقى بان في زيارة لم يعلن عنها مسبقا الى بغداد -حيث شهدت الاممالمتحدة واحدة من أكبر ماسيها عندما تم تفجير مكاتبها قبل خمس سنوات ونصف السنة- مع الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو من الاقلية الكردية في منزله شديد التحصين. وقال بان وهو جالس بجوار الرئيس "أعتقد انكم قطعتم طريقا طويلا ولكن مازال أمامكم طريقا طويلا حتى تتمكنوا من التمتع بالحرية والأمن والرخاء بشكل حقيقي." وجاءت ثاني زيارة رسمية يقوم بها بان للعراق عقب زيارة لافغانستان وهي جبهة قتال ثانية في الحرب الامريكية على الارهاب التي شنها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش عقب الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر ايلول عام 2001 وأيضا عقب زيارة للهند وباكستان. وكانت الانتخابات التي أجريت يوم السبت الماضي من الاكثر هدوءا منذ ان بدأت اعمال العنف الطائفية والعرقية التي أطلقها الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة على البلاد عام 2003 . وفي زيارة بان السابقة للعراق في مارس اذار عام 2007 سقط صاروخ على مبنى قريب من مكان عقده مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس الوزراء نوري المالكي. وتعمل الاممالمتحدة في العراق وسط اجراءات امنية مشددة وتنأنى بنفسها عن الاضواء بعد هجوم بشاحنة ملغومة دمر مقرها في بغداد في اغسطس اب عام 2003 وقتل فيه مبعوث الاممالمتحدة حين ذاك سرجيو فييرا دي ميلو وعاملون اخرون في المنظمة الدولية. لكن العراق في أوائل 2009 أصبح مكانا مخالفا تماما. فتراجعت الهجمات بدرجة كبيرة في مختلف ارجاء البلاد وتولت القوات العراقية سيطرة قوية على الأمن قبيل انسحاب القوات الامريكية المقرر في نهاية عام 2011. لكن اجراء الانتخابات المحلية الأسبوع الماضي لاختيار محافظين في 14 محافظة من أصل 18 محافظة دون أن تشهد البلاد هجوما كبيرا واحد يعد انجازا كبيرا في حد ذاته. وقال بان "أنا هنا لأقدم خالص تهاني الاممالمتحدة على كل الانجازات التي تم تحقيقها خلال هذه الانتخابات... (مبروك) لكل شعب العراق والحكومة" مستخدما صيغة التهنئة باللغة العربية. وأظهرت النتائج الاولية التي نشرت يوم الخميس ان حلفاء المالكي حققوا مكاسب كبيرة في جنوب العراق الذي تقطنه غالبية شيعية. وفي مناطق اخرى من العراق استعاد السنة العرب الذين كانوا يهيمنون على السلطة خلال سنوات حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وقاطعوا انتخابات المحافظات التي جرت عام 2005 نفوذهم في مناطق أثار فيها استبعادهم من المجالس السياسية المحلية سخطا وأذكى التمرد. رويترز