''فقدت عفة خواطري التي تلح وتطاردني حتى أستجيب لها.. فقدت عفة بصري بعد أن اعتدت النظر إلى ما حرم الله، حتى هذه المواقع التي دلني عليها وأصبحت أرتادها حتى أدمنتها.. فقدت عفة سمعي مع أول عبارة حب محرم وأول كلمة عشق آثم، فقدت عفة جوارحي بعد أن ابتذلتها بين يدي من لا يتقي الله ولا يخافه، من ابتغاني أداة لمتعته، ووسيلة لتسليته، بعدما جعلت من نفسي ألعوبة بين يديه، حتى إذا ما ثارت ثائرتي لفعاله وغضبت، وأسكتني بوعد زائف بالزواج ..فقدت عفة ضميري الذي روضته على الكذب والغش والخداع، واستباحة حرمتي، وانتهاك كرامة جسدي.. لكن ماذا بعد..؟ ماذا بعد كل هذا الانحدار الذي لا نهاية له ..إلى أي مدى سأظل أسقط وأسقط وأسقط من منحدر إلى منحدر؟ رباه... إنه لا يرد على رسائلي، ويغلق هاتفه بعد أن شعر بإلحاحي في أن يتقدم لخطبتي.. لقد كتب رسالة بعد أيام من مطاردته يقول لي فيها ''لا يمكنني أن أمنح اسمي لإنسانة سهلة المنال مثلك !'' تلك كلمات ضحية بائسة من ضحايا ''الشات'' أنهت بها رسالتها الحائرة، فما هي حقيقة الظاهرة التي باتت إدمانا يهدد الشباب والفتيات معا؟ لقد اقتحمت المرأة كما الرجل عالم ''الإنترنت'' المجهول دون تردد، وامتدت أصابعها الى الشبكة العنكبوتية الساحرة لاكتشاف أسرارها وخفاياها لتقرب اليها العالم، لتقرأه، وتقتحمه، وتتزود بخبرات ومعارف وثقافات ليس لها حدود، مستثمرة ما يوفره هذا العالم المجهول بسحره وثرائه وشموليته من حرية واحترام للخصوصية والسرية وإتاحة الفرص بلا حدود أمامها للتعلم وللتسلية، والإطلالة على الآخرين والتعارف والاطلاع وإشباع الفضول دون التعرض لمتاعب وفضول الغير، مستغلة التنوع والتعود والانفتاح والتراث الفكري والمعلوماتي التي تتيحها المواقع والمنتديات الإلكترونية. كيف تعاملت الأنثى مع هذا العالم الغريب الغامض الشائك الذي لم يحرمنا من خيره، كما أنه لم يمنعنا أو يمنع عنا شره؟ استطلاع رأي في استطلاع ميداني ''للاتحاد'' شمل 100 فتاة من طلاب المدارس الثانوية والجامعة في أبوظبي، بهدف التعرف على دوافعهن لاستخدام شبكة الانترنت، خلال شهر ديسمبر ،2008 تبين 72% منهن يقضين بعضا من وقتهن في غرف الدردشة ''الشات''، وأن 37% من العينة يستخدمن الانترنت لغرض استقبال وإرسال البريد، فيما أكدت أن 34% منهن يستخدمنها للبحث كمصدر للمعلومات، وأن 67% منهن يفضلن منتديات الحوار، فيما بلغ عدد من يستخدمنها للمتعة والترفيه 19%، ومن يستخدمنها لتحميل البرامج المجانية 18% فقط. ولم يشر أى من أفراد العينة إلى ما يفيد تصفح المواقع الاباحية، أو التي تتضمن مشاهد أو صورا خلاعية، نظرا لوجود حظر دائم من قبل الأجهزة المعنية في الاتصالات. وفيما يتعلق بمقاهي الانترنت ومدى تردد الفتيات عليها أظهر الاستطلاع أن 17% من عينة الدراسة يذهبن الى المقاهي، وبينما تتردد 19% منهن الى المقهى مرة واحدة اسبوعيا وترتاد 16% منهن المقهى مرتين اسبوعيا و13% منهن لأكثر من ثلاث مرات فيما ترتاد 7% منهن المقهى لثلاث مرات اسبوعيا. وتقضي 38% من الفتيات 3-6 ساعات كل يوم، بينما تقضي 7% منهن ثلاث ساعات يوميا، ومثلهن يقضين اكثر من ثلاث ساعات، بينما تقضي 18% منهم ساعة واحدة في كل مرة يرتدن فيها المقهى. وبينما تحرص 34% من الفتيات اللواتي يرتدن للمقاهي على التمتع بالخصوصية بعيدا عن المنزل ترى 65% منهن ان للمقهى أهمية في منحهن الفرصة للاستمتاع بجو المقهى الهادئ، بينما تذهب 23% منهن للمقهى للاستفادة من خبرة الآخرين و8% لتكوين صداقات جديدة. وأظهر الاستطلاع أن 96% من الفتيات يمتلكن حواسب آلية في منازلهن وأن 90% من المشاركات يطورن حواسبهن باستمرار، فيما تهتم 39% منهن بوجود كاميرا وسماعات ومايكروفون معاً في الجهاز، واكتفت 58% بوجود السماعات والمايكروفون فقط، اما من يستخدمن الكاميرا فقط هن لا يتجاوزن نسبة 2% ويهتم 88% من الفتيات بتصفح مواقع الانترنت ويتصفح 52% منهن الانترنت بمفردهن و34% يتصفحن الانترنت مع اصدقائهن و14% بصحبة اخوانهن. ميول واتجاهات تعلق مريم عبدالله الشحي''20 سنة - طالبة'' قائلة، لا أعتقد أن هناك الآن من يستغنى عن الانترنت لأى سبب من الأسباب في هذه الأيام، فاذا كانت غالبية مستخدمي النت من الإناث أو الشباب أو من غيرهم بغرض بحثى، أو للحصول على المعلومات، فهناك من يهوى غرف الدردشة، أو منتديات الحوار، إنما يجب ألا يتحول ذلك الى إدمان على حساب الجوانب الإيجابية الأخرى''. وتقول ندى سعيد''موظفة- 26 سنة'': ''أنا شخصيا أستمتع بمنتديات الحوار، وأتعرف على صديقات جدد، واكتسب معارف وخبرات وثقافات جديدة كل يوم، بالنت أصبح مرآة العالم، أو نافذة ثقافية واسعة وغنية ومتنوعة''. أما سهى خليل''20 سنة - طالبة''، فترى أن الانترنت قد فرض ثقافة جديدة على هذا الجيل، وأنه يتيح لمتصفحيه مجالات أوسع للبحث، والمعرفة، ويخلق آفاق أرحب للتعارف، وتبادل الثقافات، ومن أهم مميزات منتديات الحوار، أو الدردشة أنها توفر الجو المناسب للتعبير عن الرأى، ومعرفة الرأى الآخر بحرية ودون قيود اجتماعية، أو أسرية، أو غيرها''. وتشيد فاطمة المعمرى''موظفة- 27 سنة'' بالرقابة الجيدة التى تمارسها الجهات المعنية في الاتصالات بدولة الامارات على المواقع الاباحية المحظورة، والمواقع التي تحتوى على مشاهد منافية للآداب والأخلاق وتقاليد المجتمع، وترى أنها حماية لمتصفحى النت، ولا سيما الأطفال والمراهقين والمراهقات، لأن أغلبهم يفشل في التعامل مع هذه المواقع التى تعد جانبا سلبيا، ولا تمت الى ثقافتنا الاسلامية بصلة، كما أنها لا تحبذ اتاحة تصفح مثل هذه المواقع بحرية، وأنها متأكدة من أن أحدا لا يقر أو يعترف بأنه يرتاد مثل هذه المواقع بسبب الخجل.