أطلق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة صيحة تحذير من أن العالم يوشك علي مواجهة شكل جديد للجوع, بسبب نقص التمويل اللازم لشراء السلع الغذائية الأساسية خلال العام الحالي, إثر الارتفاع العالمي في الأسعار. واعترفت جوسيث شيران, مديرة البرنامج, بأنها ستواجه صعوبة خلال الأشهر القليلة المقبلة, حيث ستتسع الفجوة إذا واصلت الأسعار ارتفاعها المطرد, مشيرة إلي أن البرنامج يحتاج إلي زيادة في التمويل تبلغ نصف مليار دولار إضافية لمواجهة الاحتياجات الحالية. وأوضحت شيران أن مسئولي برنامج الغذاء يبحثون خططا لتوزيع المعونات وفقا لحصص محددة بسبب نقص التمويل, وحذرت من أن البرنامج يحتاج إلي إسهامات متزايدة من الجهات المانحة, حتي يمكنه تلبية احتياجات الدول التي تعتمد علي هذه المعونات. وأكدت مديرة البرنامج أنها تجري محادثات مع بعض الخبراء لتحديد ما إذا كان سيتعين وقف تقديم المعونات الغذائية أو توزيعها وفقا لحصص محددة, إذا لم تصل تبرعات جديدة إلي البرنامج خلال فترة قصيرة. ويقوم برنامج الغذاء بموجب التبرعات التي يحصل عليها من الدول المانحة, بمساعدة نحو73 مليون شخص في78 دولة, وبلغت ميزانية البرنامج للعام الحالي2,9 مليار دولار, ولكن في ظل الارتفاع المطرد في أسعار السلع الغذائية الأساسية والوقود التي تجاوزت40%, لم يعد بوسع البرنامج الوفاء بمسئولياته والحفاظ حتي علي المستوي الحالي من المساعدات. ووصفت شيران الأزمة بأنها تمثل وجها جديدا للجوع, فالغذاء يوجد علي الأرفف لكن أسعاره تجعله أكبر من القدرة علي شرائه. وحذر الخبراء من استفحال ظاهرة ثورات الجياع حول العالم, حيث لم تعد المخاوف تثور حول منعها, ولكن تقييد آثارها وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية. وضرب الخبراء أمثلة بالمظاهرات التي اندلعت بسبب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية في المغرب واليمن والمكسيك وغينيا وموريتانيا والسنغال وأوزبكستان. واضطرت بعض الحكومات إلي اجراءات لوقف لهيب الأسعار ولو مؤقتا, وكان أبرزها روسيا التي جمدت حكومتها أسعار اللبن والخبز والبيض وزيت الطعام لمدة6 أشهر, وحذت حذوها تايلاند, ونجحت إندونيسيا تحت وطأة مظاهرات الجياع في زيادة احتياطيات المواد الغذائية, وقامت الهند بحظر تصدير الأرز, باستثناء الأرز البسمتي عالي الجودة.