تكتظت أسواق مستلزمات أعياد الميلاد في ألمانيا بالزوار للاستمتاع بواحدة من أهم المناسبات لديهم متحدين الازمة المالية، بالرغم من تأكيد استطلاعات الرأي على رغبتهم في المزيد من التوفير خلال 2009 بسبب الازمة، فضلا عن تصريحات المستشارة أنجيلا ميركل التي وصفت فيها 2009 بعام "الانباء السيئة". وتشير الإحصائيات إلى أن الألمان أنفقوا خلال عام 2008 ما يقرب من 5.7 مليار يورو على هدايا عيد الميلاد التي تعد من السمات المميزة لهذه المناسبة، كما أن شركة البريد الالماني تنقل بشكل يومي خلال هذه المناسبة نحو 70 مليون خطاب. وتتزين الشوارع والمحال التجارية في مختلف أنحاء البلاد، وترتدي أبهى حللها في المناسبة التي يصفها البعض بأنها "أفضل أوقات العام" علاوة على العروض الخاصة التي تقدمها المتاجر وانتشار أشجار الكريسماس في كل مكان كما تنبعث رائحة المخبوزات الخاصة بعيد الميلاد من الكثير من المطاعم. شجرة الكريسماس تزين واجة احد متاجر برلين ويعد الالمان من أكثر شعوب العالم اهتماما بتبادل الهدايا، وتمثل فترة الاحتفالات بالكريسماس فرصة كبيرة للقاء جميع أفراد الاسرة الذين تضطرهم ظروف الحياة والعمل للابتعاد عن ذويهم لفترات طويلة. ومن مدينة بريمن، يقول سفن أر (39 عاما) انها فكر في الازمة المالية أثناء شراء هدايا عيد الميلاد التي خصص لها ميزانية أقل هذا العام لاسيما وأنه عاطل عن العمل ولذلك يحاول التوفير قدر المستطاع. ولأن أسرة سفن لم ترد الحرمان من الاستمتاع بأجواء الاحتفال بالرغم من حصوله على إعانة بطالة اتجه لكتابة بعض المقالات بشكل حر لاحدى الصحف، واشترى لابنائه جوارب قصيرة وقال مداعبا "ربما كانت أسعار هذه الجوارب زهيدة الا انها مناسبة جدا في وقت يتحدث فيه الناس عن ضرورة التوفير وعن الازمةالاقتصادية". ويبدأ الاحتفال التقليدي عادة في 24 ديسمبر/ كانون الاول 2008 حيث تجتمع الاسر في أجواء شاعرية بحانب أضواء الشموع وأشجار الكريسماس المزينة المضيئة ويتناولون عادة الاطعمة التقليدية مثل الاوز والديك الرومي. ولا تخلو أجواء الاحتفالات من بعض المواقف المرحة إذ يحرص الاباء عادة على إخفاء هدايا عيد الميلاد التي يرغبون في تقديمها لاطفالهم داخل الاشجار أو قد يتبرع أحد أفراد الاسرة بلعب دور بابا نويل من خلال ارتداء ملابسه الشهيرة ولحيته البيضاء الكثيفة ويقوم بتوزيع الهدايا على الأطفال. وفي اليومين التاليين ليوم عيد الميلاد تتسع دائرة الاحتفال لتشمل المعارف والاصدقاء وتتركز على الاستمتاع بالوقت وتناول الاطعمة الخاصة بهذه المناسبة، وتستغل القرى هذه الفرصة في إشاعة أجواء الفرح والبهجة من خلال مسابقات ترفيهية في الغناء أو الرقص. (د ب أ)