أكدت مؤسسات بحوث عالمية، أنّ النشاطات الإجرامية عبر الإنترنت تبلغ ذروتها خلال الأيام التي تسبق أعياد الميلاد ورأس السنة، بهدف تحقيق «مكاسب» طائلة بواسطة بيعها في «سوق الإنترنت السوداء». وأفادت دراسة أجرتها مؤسسة «تريند مايكرو» المتخصصة في مجال تطوير حلول أمن الإنترنت، بأنَّ الهجمات على الشبكة الالكترونية ارتفعت 500 في المئة خلال موسم التسوق المهم، بين أيلول (سبتمبر) وكانون الأول (ديسمبر) 2007. وتوقعت أن تشهد هذه السنة سلوكاً مماثلاً، بهدف تحقيق أرباح طائلة من المعلومات الخاصة والبيانات المالية، التي تُسرق من مستخدمين عاديين، خلال الفترة المذكورة، وعرضها وبيعها في «سوق الإنترنت السوداء». وأشارت الدراسة إلى ان المستخدم العادي للشبكة، حين ينظم لائحةً بالهدايا التي سيشتريها فإن «مافيا الإنترنت تعدُّ لائحةً خاصةً بالفرص التي قد تقتنصها خلال الفترة ذاتها لتحقيق عوائد مادية مُجزية». واستغل «قراصنة الإنترنت» العام الماضي برمجيات خبيثة بقيمة 2170 دولاراً للبرنامج الواحد، واخترقوا 10 آلاف حاسوب في اليوم الأول، بتثبيت برمجيات تجسس خطيرة ومدمِّرة بقيمة 1085 دولاراً للبرنامج. واستخدموا حزمةَ برمجيات خبيثة أساسية للحصول على معلومات مالية وشخصية حساسة بقيمة 1085 دولاراً للمعلومة، بعد نشر فيروس «حصان طروادة»، للدخول بطريقة غير مرئية على الحاسوب الشخصي. وتبدأ سرقة البيانات المصرفية بأسعار من 54.25 دولار لكل معلومة، وسرقة بيانات البطاقة الائتمانية من 30.75 دولار للبطاقة، إضافةً إلى بيع 30 ألف عنوان بريد إلكتروني لاستغلالها في إرسال الرسائل المتطفِّلة وغير المرغوبة في مقابل 7.75 دولار للعنوان. وأكد مسؤول في مؤسسة «تريند مايكرو» ريك فيرغسون، ان مافيا الإنترنت «تتردَّد على مواقع الشبكات الاجتماعية، الرائجة جداً، لتتصيَّد معلومات وبيانات شخصية حسّاسة يمكن استغلالها في الاحتيال وسرقة الهوية، ورصد التوجهات اللافتة. وعلينا أن نتذكر أيضاً أن بعض المعلومات التي نستخفّ بها قد تهمّ هؤلاء المجرمين، مثل عناوين البريد الإلكتروني وأسماء أصحابها وتواريخ الميلاد». وقال: «كلما استخدمنا مواقع الشبكات الاجتماعية أو الخدمة المصرفية عبر الإنترنت، تتزايد النشاطات الاختراقية والتسللية في شكل لافت خلال موسم الأعياد». ونصحت «تريند مايكرو» متصفحي الإنترنت بتغيير كلمات السر التي يستخدمونها في المواقع المختلفة، والابتعاد عن استخدام كلمة سر موحدة للشخص.