أعلنت وزارة العدل وحقوق الإنسان التونسية اليوم الجمعة أن "الزعم"بتدنيس المصحف الشريف في أحد السجون التونسية "زعم باطل يهدف لإثارة المشاعر الدينية وتضليل الرأي العام ووسائل الإعلام وإلى محاولة التشكيك في رعاية الدولة وحمايتها للمقدسات الدينية". وقالت الوزارة التي تتولى الإشراف على سجون البلاد في بيان إن "الأطراف (التونسية)الضالعة في بث مثل هذه الأخبار الزائفة والأراجيف وفي استغلال المشاعر الدينية لأغراض تحريضية وتضليلية ,لتتحمل مسؤوليتها كاملة ,بما في ذلك مسؤوليتها القانونية". وأضافت:"ثبت بعد التحريات التي أجرتها المصالح السجنية أن ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن مصادر مشبوهة من ادعاءات بتعمد أحد أعوان السجون في تونس تدنيس المصحف الشريف واعتدائه على أحد المساجين هي في الواقع محض مزاعم وافتراءات مغرضة و لا أساس لها من الصحة". وتابعت:"السجين رمزي الرمضاني ,المعني بهذه المزاعم ,محكوم عليه من أجل تورطه في جرائم إرهابية ، كما أن له سوابق عديدة في خرق تعليمات السجن والاعتداء على موظفي مصالح السجون والتشويش بقاعة المحكمة وانتهاك حرمة موظفي سلك القضاء. وقد أدت هذه الخروقات المتكررة إلى صدور أحكام ضده". ولفتت إلى أن السجين المذكور "تعمد خلال الفترة الأخيرة الاعتداء على موظفين في مصلحة السجون"وأنه "تم تتبعه تأديبيا ,حسبما تقتضيه الترتيبات المعمول بها داخل السجون ,وكذلك إحالته إلى القضاء من أجل الاعتداء بالعنف على موظفين أثناء القيام بمهامهم". وأكدت الوزارة أن مصالح السجون "تحترم المشاعر الدينية للمساجين وتسهر على حماية المصحف الشريف ,سواء بالنسبة للنسخ المودعة في مكتبة السجن أو تلك التي هي بحوزة المساجين" موضحة أنها "تضمن لكل المساجين الحصول على نسخة من القرآن الكريم , شريطة الالتزام باحترامه سواء عند قراءته أو حفظه". وقالت إن مصالح السجون "تؤمن التثقيف الديني للمساجين من خلال المحاضرات الدينية الدورية التي يقدمها الأئمة وعلماء الدين خصيصا لهم في السجون". وأكدت الوزارة "رعاية الدولة في تونس للإسلام الحنيف ولكافة تعاليمه وشعائره السمحة ليست في حاجة إلى تدليل"معتبرة أن "العناصر المتورطة في جرائم العنف والإرهاب , لئن تعمدت بث الافتراءات الرامية للتعتيم عن أعمالها الإجرامية والادعاء بحرصها على صون المقدسات الدينية ,فإنها تبقى مفضوحة النوايا والإسلام منها براء". يذكر أن جمعية "حرية وإنصاف"الحقوقية المحظورة في تونس هي الجهة التي أعلنت في بيان نشرته مواقع إليكترونية تونسية معارضة قبل أيام خبر"تدنيس المصحف". وقالت المنظمة إن رمزي الرمضاني المعتقل بسجن الناظور بمحافظة بنزرت (60كلم شمال شرق تونس)"تعرض لاعتداء بالضرب"من قبل مدير السجن وثمانية من أعوانه وأن أحد الأعوان "انتزع منه المصحف الشريف ورماه أرضا وداسه بقدميه". وكانت صحف إليكترونية تونسية معارضة -تبث من خارج البلاد -نشرت في كانون ثان /يناير من عام 2006 خبرا عن قيام مدير سجن برج الرومي بمحافظة بنزرت ب "تعذيب سجين يدعى أيمن الدريدي و"ركل المصحف الشريف ساعة ضربه". كما نشرت في تشرين ثان /نوفمبر من عام 2006 خبرا آخر عن قيام سجين حق عام مكلف بتوزيع الطعام على غرف السجن ب` "رمى مصحف في مرحاض بإيعاز من السلطة لاستفزاز سجين إسلامي" على حد قولها. غير أن تحريات السلطات التونسية آنذاك أظهرت "زيف هذه الافتراءات"واعتبرتها محاولة من تيارات إسلامية أصولية - منعتها الحكومة من النشاط - لإثارة المشاعر الدينية للمسلمين ضد النظام التونسي. اطلاق سراح 8 متهمين باثارة الشغب مؤقتا من جهة أخرى افرجت محكمة تونسية بصفة مؤقتة عن ثمانية شبان متهمين باثارة الشغب اثناء مظاهرات شهدتها مدينة الرديف الغنية بالفوسفات احتجاجا على غلاء المعيشة هذا العام. وقال مصدر قضائي ان المحكمة الابتدائية بقفصة قررت الافراج المؤقت عن ثمانية موقوفين ضمن محاكمة شملت 38 محتجا. وقتل في يونيو حزيران الماضي شخص واصيب عشرات اخرون اثر مصادمات بين قوات الشرطة ومتظاهرين في مدينة الرديف الغنية بالفوسفات والتابعة لمحافظة قفصة حتجاجا على تفشي البطالة وغلاء المعيشة. (د ب أ)