ابدى مجلس الوزراء في اجتماعه العادي امس استياء شديدا مما قام به البعض من إقامة مجلس تأبين لقائد الجناح العسكري لحزب الله عماد مغنية رافضا مافي ذلك التأبين من تحدي لمشاعر الكويتيين والذي لا زال يستذكر التفاصيل البشعة لحادثة اختطاف طائرة الجابرية التي اطمأنت روح شهيديها بالقصاص الرباني من ذلك الإرهابي. وقد وصف البيان الصادر عن مجلس الوزراء في هذا الخصوص من أقاموا مجلس العزاء بأنهم قلة محدودة، أقدمت على تصرفات مشينة استفزت بها مشاعر كل الكويتيين فيما كان البيان قد وصف ذلك بالممارسات العبثية الغريبة على المجتمع الكويتي مشيرا الى انطوائها على أبعاد خطيرة هزت الرأي العام الكويتي.. وقد جاء في نص بيان مجلس الوزراء في هذا الشأن على لسان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء فيصل الحجي: «ان مجلس الوزراء عبر عن شجبه واستنكاره لمظاهر التأبين والتمجيد التي قام بها البعض بمناسبة مقتل إرهابي تلوثت يداه بدماء الشهداء الابرياء الطاهرة وكان وراء العديد من العمليات والجرائم الارهابية وترويع الآمنين في مختلف بقاع العالم». قصاص عادل واضاف الحجي: «بذلك تحقق القصاص الرباني العادل لتطمئن روح شهيدي (طائرة الجابرية) عبدالله الخالدي وخالد أيوب رحمهما الله في قبريهما الطاهرين وتهدأ نفوس ذويهما والشعب الكويتي الابي الذي كان يتابع فصول جريمة الجابرية ولا زال يستذكر تفاصيلها البشعة بكل مشاعر الغضب والالم». ممارسات عبثية وقال الحجي: «وإزاء تلك الممارسات العبثية الغريبة على المجتمع الكويتي وما تنطوي عليه من ابعاد خطيرة هزت الرأي العام الكويتي واستفزت مشاعر الكويتيين الذين دأبوا على نبذ روح التعصب والتطرف ويرفضون محاولات بث سموم الفتنة والبغضاء بين صفوفهم مهما كانت مراميها وغاياتها وكلهم يقفون صفا واحدا مؤكدين حتمية اللحمة الجامعة متمسكين بوحدتهم الوطنية وهي الامانة المقدسة في عنق كل كويتي، نحرص على تعزيزها جيلا بعد جيل مؤكدين ولاءهم الاوحد لوطنهم الكويت وايمانهم الثابت بان الكويت دائما واولا وفوق كل شيء». وأضاف الحجي: انه في هذا الصدد فان مجلس الوزراء إذ يشجب ماقامت به قلة محدودة من تصرفات مشينة استفزت بها مشاعر كل الكويتيين ليدعو جميع المواطنين ووسائل الاعلام المختلفة لترك هذا الامر للسلطة الرسمية مؤكدا بأنها ستباشر كافة التدابير والاجراءات اللازمة في شأن هذه القضية وذلك بما يكفل صيانة الوحدة الوطنية والتأكيد على ان تكون كلمة جميع الكويتيين دائما واحدة في مواجهة كل ما يمس وطنهم وأمنه واستقراره ويسيء الى ثوابته الراسخة سائلين المولى عز وجل ان يديم على كويتنا الحبيبة نعمة الامن والامان تحت راية حضرة صاحب السمو الامير وسمو ولي عهده الامين حفظهما الله ورعاهما. وكان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء فيصل الحجي قد قال ان مجلس الوزراء ناقش مادار خلال الأيام القليلة الماضية في الاحتفال التأبيني. ودعا الحجي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الجميع أن يعوا خطورة الأوضاع في المنطقة وضرورة النظر الى ما يدور حولنا من أحداث وأن نتعظ منها. وأضاف «نحن في بلد تقع في منطقة تعصف فيها مع الأسف العواصف من كل حدب وصوب وبالتالي علينا أن نعي خطورة المرحلة التي نمر بها ويجب علينا أن نجنب مجتمعنا ما تعانيه مجتمعات أخرى قريبة ولصيقة بنا». وأكد ان «الشعب الكويتي بوعيه واداركه سوف يتجاوز هذه العاصفة الصغيرة التي طالت المجتمع الكويتي»متمنيا للكويت الأمن والأمان والاستقرار في ظل القيادة السياسية الحكيمة.