حقق العلماء الهولنديون نجاحا باهرا في ميدان علم الجينات، حيث توصلوا الى خارطة جينات المرأة وكشفوا عن الغازها التي بقيت غير معروفة، بعد ان تمكن العلماء الاميركان من حل الشيفرا الخاصة بجينات الرجل قبل بضع سنوات ماضية. فقد تمكن طاقم من مستشفى الجامعة في مدينة «ليدن» التي تقع غرب البلاد، وتعرف بمدينة ازهار التوليبان من ازالة الغطاء بصورة كاملة عن اسرار خارطة جينات المرأة. ومعلوم ان الجين البشري، قد اكتشف لاول مرة منذ اقل من عقد من الزمن، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف البحوث والاختبارات حول جينات الرجل، حيث تمكن العلماء الاميركان من رسم خارطة جينات اثنين من المواطنين الاميركان واثنين من المواطنين الافارقة. يقول مدير طاقم البحث العلمي الهولندي كيرت يان فان اومين «ان رسم خارطة جينات المرأة يساعدنا قبل كل شيء في الفهم الصحيح لكروموزوم x، لان المرأة تملك اثنين من هذا المكروموزوم». الجين الذي خضع للبحث والتحليل العلمي وتمت عملية رسم خارطته الجينية يعود الى احدى عضوات الطاقم العلمي الهولندي ذاته، ولم تعلن النتائج المتحققة والنهائية بعد اتمام البحث، لكن القرية العلمية كانت في اشد حالات الانتظار للتعرف الى هذه النتائج. يقول خبير علم الوراثة ستيفن سخرير «بالقدر الذي تعلن فيه نتائج الاحصاءات العلمية وتعمم على مراكز البحث في العالم اجمع، بالقدر الذي نستطيع فيه الحصول على فرصة تلمس التشابهات والاختلافات في هذه البحوث، ومن ثم يكون باستطاعتنا ادراك الوسيلة المتبادلة التي تعمل فيها الجينات، ولكي نقارن بين الاختبارات، فمن الضروري ان نفرق بين جينات كلا الجنسين». وحسب العلماء الهولنديين، فان النتائج ستعلن بشكل كامل مع بعض الاستثناءات الشاذة. وستوفر هذه النتائج، لجميع علماء الجينات في العالم فرصة غير معهودة، للبحث والتحليل، وستعرف من باب العلمي الدائر حالياً في بعض الأوساط، حقيقة أصل الرجل وأصل المرأة، وهل ان الرجل كما يقول الخيال العلمي قد جاء إلى الأرض من كوكب المريخ والمرأة من كوكب الزهرة، وتزوجا على الأرض وإنجبا ذريتهما فيها. الجين يحمل جميع المعلومات الموجودة في نواة الخلية في حامض ال RNA ،Ribonucleic Acid، لكن فقط بعض الفيروسات تضع معلوماتها في حامض ال Deoxy Ribonucleic DNA ،Acid. ويحتوي الجين البشري على 3 مليارات جزء من شيفرة المعلومات ل DNA، أما عدد الجينات فيبلغ 20488 جيناً. وتشير آخر المعلومات إلى ان البشر يتشابهون في جيناتهم بحدود 99 % فقط، لكن العلماء يفترضون ان هذه النسبة قابلة للارتفاع. وقد جرت أول قراءة علمية للجينات حينما وضعت بكتيريا Haemophilus Intluenzae تحت البحث واتلحليل، وقد اختيرت هذه البكتيريا لأول مرة بسبب خصوصيتها، فجينها كما عرف العلماء يحتوي على 1830140 زوجاً من جزيئات الحامض النووي DNA، ويبلغ عدد الجينات السابحة فيه نحو 1740 جيناً. ولم يكن العلماء الهولنديون وحدهم من انغمس في عملية البحث والتحليل الجيني، وإنما أيضاً في الولاياتالمتحدة. فآخر البحوث في هذا الميدان أجراه طاقم من علماء جامعة جون هوكنز الأميركية، حيث انجزوا عملاً علمياً مهماً في هذا الخصوص، فقد توصلوا إلى ان الجين البشري يتغير أثناء دورته الحياتية، ومثل هذا التغير يقود في أكثر الاحتمالات إلى ظهور أمراض مختلفة. منذ عام 1991 انطلق المشروع العالمي للكشف عن أسرار الجينات، ويدعى هذا المشروع عالمياً ب HGP ،Human Genome Project.