أكد مرشح الرئاسة الجمهوري فى الانتخابات الأمريكية جون ماكين أنه سيفوز في هذه الانتخابات مشككا فى كل استطلاعات الرأي التي تشير إلى تقدم خصمه الديمقراطي باراك أوباما، ويصف نائبته المرشحة سارة بالين بالمقتصدة. وقال ماكين في تصرحات لبرنامج "واجه الصحافة" الذي تذيعه قناة "إن.بي.سي" الأمريكية الأحد إن حملته تمضي بشكل جيد وأنه يقترب بشدة من أوباما وسيواصل كفاحه في العديد من الولايات التي تشتد فيها المنافسة. وأوضح أن السباق متقارب للغاية وأنه سيخرج فائزا يوم الرابع من نوفمبر القادم، زاعما أنه يشعر بذلك من حجم الإقبال على لقاءاته الجماهيرية والحماس الذي يراه. من جهة أخرى، دافع ماكين عن نائبته المرشحة سارا بالين وأكد أهليتها للرئاسة وتأثيرها الإيجابي على حملته، وقال إنه لايدافع عنها لكنه يشيد بها، مضيفا أنها الشخص الذي تحتاجه واشنطن. كما رفض ماكين الانتقادات التي تعرضت لها بالين من البذخ في الإنفاق على ملابسها من أموال التبرعات، مشيرا أنها وأسرتها يعيشون حياة مقتصدة وأنها دفعت لذلك دفعا نظرا لأنها نموذج لكل الأمريكيين. واستأنف ماكين هجومه على أوباما ووصفه أنه ليبرالي مسرف في الإنفاق الحكومي، وقال إن هناك فرقا شاسعا بينه وبين أوباما إذ إنه محافظ بينما أوباما "من أكثر الشخصيات اليبرالية التي رآها في حياته" وأن فلسفته السياسية مختلفة تماما عنه. ويتوجه ماكين الاحد إلى أيوا ثم إلى أوهايو التي صوتت لصالح الرئيس بوش في الانتخابات الأخيرة إلا أن أوباما بدأ يتقدم فيها بشدة على ماكين خلال الأيام الأخيرة. وقد أشار استطلاع أجرته مجلة "نيوزويك"السبت إلى تقدم أوباما بحوالي 13 نقطة. وأصبحت هناك 16 ولاية تشير كافة استطلاعات الرأي أنها ستصوت لأوباما بينما يضمن ماكين تقريبا تصويت 11 ولاية له ويبقى هناك 23 ولاية مازالت مواقفها متأرجحة بين المعسكرين. لكن الحسابات التقديرية لأصوات المجمع الانتخابي -اعتمادا على هذه الاستطلاعات- تشير إلى أن أوباما قد يحصد 375 صوتا من أصوات المجع الانتخابي البالغ إجماليها 538 صوتا مقابل 163 لماكين. على الجانب الآخر، أعلنت حملة مرشح الرئاسة الديمقراطي باراك اوباما أن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون سيخوض الحملة الانتخابية لأوباما في فلوريدا هذا الأسبوع وذلك في أول مرة يشارك فيها مع المنافس السابق لزوجته . وكانت العلاقات قد توترت بين أوباما وكلينتون خلال حملة الانتخابات التمهيدية التي خاضتها زوجته هيلاري ضد أوباما وانتهت بفوز أوباما وبالتالي بترشيح الديموقراطيين له . وكان جليد العلاقات بين أوباما وكلينتون قد ذاب قليلا بعد المؤتمر القومي للديمقراطيين في أغسطس/اب الماضي والذي بويع فيه أوباما مرشحا للرئاسة وراح كلينتون يروج لأوباما منفردا، وستكون هذه هي المرة الأولى التي يظهران فيها معا منذ بداية الحملة في محاولة لإثناء ولاء هذه الولاية المهمة للغاية، والتي يمثلها 27 صوتا في المجمع الانتخابي للجمهوريين . وقد نشط الديمقراطيون في فلوريدا بعد أن حسمت أصواتها السباق في الانتخابات السابقة لمرشح الجمهوريين جورج بوش، وتمكن الديمقراطيون من تسجيل مئات الآلاف من الناخبين الموالين لهم حتى أصبح عددهم يفوق عدد الناخبين الجمهوريين هناك بحوالي 660 ألف ناخب . وبدت كل الظروف تصب في مصلحة المرشح الديمقراطي حيث شهدت العلاقة بين ماكين وحاكم الولاية تشارلي كريست بعض البرود بينما أصابت الأعداد الهائلة من الديمقراطيين الذين تقدموا للتصويت مبكرا جمهوريي الولاية بالتوجس والإحباط . (ا ش ا)