تطلق وكالة الفضاء الأمريكية ناسا الأحد مسبار إيبكس في مهمة عامين لالتقاط صور ووضع خرائط لتخوم نظامنا الشمسي الغامضة على بعد عشرات مليارات الكيلومترات من الكرة الأرضية حيث يبدأ الفضاء الفاصل بين النجوم. ومسبار إيبكس (مستكشف محيط النجوم) مزود بأدوات تخوله التقاط صور ووضع أول مجموعة من الخرائط لهذه المنطقة التي تتواتر فيها الاضطرابات والحقول المغناطيسية المتشابكة حيث تصطدم جزيئات الرياح الشمسية الحارة بالجزيئات الفضائية الواردة من نجوم أخرى في مجرتنا درب التبانة. وأوضح المسئول العلمي للمهمة ومدير فرع العلوم والهندسة الفضائية في معهد ساوثويست للأبحاث في سان أنطونيو (تكساس جنوب) أن "المناطق الحدودية في الفضاء الفاصل بين النجوم الذي غالبا ما تعتبر تخوم النظام الشمسي أساسية لأنها تحمينا من أغلبية إشعاعات المجرات الأكثر خطورة". وأضاف "بلا تلك المناطق ستخترق الإشعاعات المدار الأرضي وتحيل الرحلات البشرية المدارية أكثر خطورة بكثير". وتقتصر المعلومات التي يملكها العلماء حول تخوم النظام الشمسي على تلك التي جمعها مسبارا "فويادجر" 1 و2 اللذين انطلقا عام 1977 وما زالا في الخدمة. وما زال المسباران يواصلان مسارهما بعد التحليق فوق المشتري وزحل تباعا ثم تحليق "فويادجر 2" فوق أورانوس ونبتون في رحلة أسطورية غير مسبوقة يواصلان فيها الابتعاد تدريجيا من النظام الشمسي. في ديسمبر/كانون الأول 2004 اجتاز فويادجر 1 ما يسميه العلماء "الصدمة النهائية" وهي المنطقة المحيطة بالنظام الشمسي حيث تبدأ الرياح الشمسية بالاختلاط بغازات وغبار الفضاء الشاسع. وواصل المسبار مساره فوصل منطقة الغلاف الشمسي ما بين الصدمة النهائية ومنطقة التوقف الشمسي أي الحد الأقصى للنظام الشمسي. عام 2007 وصل "فويادجر 2" بدوره إلى الغلاف الشمسي وكشفت أدوات القياس فيه بعض المعلومات الإضافية حول المنطقة وينتظر أن يصل إلى منطقة التوقف الشمسي عام 2010. وتبقى "ناسا" على اتصال منتظم بالمسبارين بفضل هوائيين للاتصالات الفضائية فتتلقى البيانات التي يسجلانها عبر أداة رصد الجزيئات. غير أن وكالة الفضاء الأمريكية ستفقد مع العام 2020 أي اتصال مع المسبارين بشكل نهائي بسبب ضعف مولديهما العاملين بالبلوتونيوم. وقال ديفيد ماكوماس إن "مسباري فويادجر يقومان بعمليات رصد مذهلة لمناطق ما بعد الصدمة النهائية كشفت عن نتائج مفاجئة تماما تدحض بعض فرضياتنا حيال هذه المنطقة المهمة المحيطة بنظامنا الشمسي". وسيتمكن مسبار إيبكس المزود بكاميرات ذات زاوية تصوير واسعة من التقاط صور للمنطقة تسمح للعلماء للمرة الأولى أن يفهموا مجموع التفاعلات بين شمسنا ومجرتنا بحسبه. كما ستدرس البعثة أيضا إشعاعات المجرات الفضائية وهي جزيئات تشكل عقبة امام الاستكشاف البشري للنظام الشمسي بسبب خطورتها على صحة رواد الفضاء. ويزن مسبار إيبكس 462 كلغ وسيطلق بواسطة صاروخ بيجاسوس ستلقي بها طائرة نقل ثلاثية المحرك من طراز لوكهيد إل-1100 تحلق على ارتفاع 12 ألف متر فوق جزر مارشال جنوب المحيط الهادئ. ويشع بيجاسوس إيبكس في المدار المنخفض على ارتفاع 209 كلم. بعدئذ سيقوم الصاروخ العامل بالوقود الجامد الذي زود به المسبار بإطلاقه إلى مدار مرتفع جدا. (أ ف ب)