كادت ان تندثر صناعة الصابون التقليدية لعدم قدرتها على منافسة الصابون الصيني الملون والمغلف بورق شفاف، تزينه النساء والورود. لكن نساء عجلون اعدن للصابون المحلي حضوره في الاسواق عبر التعاونيات والجمعيات الخيرية لكنه صناعة مكلفة تحتاج الى الدعم ، وفق رئيسة جمعية وادي راجب التعاونية موزه فريحات. فالعجلونيات حولن التراث الى صناعة وحرفة، تنتج منه كميات تجارية، بأنواع مطورة، من مادة الزيت النقي بدعم من مركز تعزيز الإنتاجية ارادة، وجمعية وادي راجب التعاونية. و رغم وفرة الصابون التجاري والمنظفات الكيماوية ،لكن صابون زيت الزيتون ما زال له حضوره في السوق توضح موزه فريحات. فهو يمتاز بالجودة العالية لمكوناته الطبيعية مقارنة مع الانواع الأخرى التي يدخل في تركيبها مكونات كيميائية . تضيف فريحات وتنظم وزارة الزراعة والمؤسسات غير حكومية معارض لتسويق الصابون حيث يتم تغليفها بطرق حديثة ويكتب عليها اسم المنتج والمواد المضافة ويلقى إقبالا ورواجا لدى الناس. وتوضح فريحات المكونات المستخدمة لصناعته من ماء وصودا كاوية وملح ، اضافة لبعض الاعشاب الطبيعية كالبابونج والغار والليمون والعطور الزيتية مثل الياسمين واللافندر والنعناع البري والزعتر. وتؤكد أن الزيت المستعمل في صناعة الصابون من النوع النقي والصلب بنسب مدروسة ليصبح منظفا فاعلا وينتج رغوة بشكل مقبول. ويمتاز صابون زيت الزيتون -حسب فريحات- بخاصيتين أساسيتين، فهو مركب من مواد تتباعد بتماس الماء بخاصية قلوية عالية، وفيه مواد فيزيائية تعمل كمطهرات بحيث تستحلب عند تماسها مع الماء وتؤدي لإزالة الغبار والدهون الموجودة على سطح الجلد. وبحسبها فأن الصابون المنتج من زيت الزيتون يحضر بالطريقة الساخنة أو الباردة ليحتفظ بالفيتامينات والمعادن الموجودة في الزيت البكر الممتاز وجميع المكونات الطبيعية التي تستخدم في عملية الإنتاج، ويخلو من أية مواد كيمائية ويمتاز باحتوائه على مواد مرطبة ناعمة تفيد في تنظيف وترطيب البشرة لغناه بفيتامين A.E والأحماض الدهنية الأساسية. وتشكو ربة البيت ام احمد وهي من العاملين في صناعة الصابون البلدي من ارتفاع الانتاج بسب ارتفاع الزيت إضافة لغلاء المواد المضافة الأخرى كزيت الغار الذي يستخدم لإضافة رائحة الغار الى الصابون والذي يعتبر اغلي أنواع الزيوت في العالم. وتقول ان اهم المشاكل التي تعترضها عدم وعي الناس باهمية وفائدة الصابون البلدي واقبالهن على الصابون المستورد الرخيص . فالنساء يبحثن عن اللون والشكل الجذاب على حد تعبيرها. لذلك يتضاءل هامش الربح لان توزيع الصابون البلدي يظل ضيق النطاق فسعر كيلو الصابون الواحد ( 3 ) دنانير في حين يتراوح سعر كيلو الزيت ما يقارب نفس السعر. اما فريحات فتقول ان جمعيتها بدأت منذ ثلاث سنوات بتصنيع الصابون والبحث عن أسواق بديلة وموازية لأسواق زيت الزيتون الذي يتميز بخصائص صحية وعلاجية عديدة. وطالبت فريحات وزارة التخطيط بالعمل على إيجاد مصنع لانتاج الصابون نظرا لوفرة مادة الزيت بشكل عام. وتدعو الى تعريف المستهلك بخصائص الصابون الطبيعي لعدم احتوائه على مواد معطرة أو ملونة غير طبيعية تضر البشرة أو تؤدي الى تحسسها ما يجعله أفضل الصابون لمن يعانون من حب الشباب والكلف وغيرها من الامراض الجلدية. وثمنت فريحات دور المؤسسات الداعمة لإتاحتها فرص التدريب على صناعة الصابون في عدد من الجمعيات التعاونية والخيرية في كافة إنحاء المملكة وخصوصا مؤسسة نهر الأردن وصندوق التنمية والتشغيل ومركز تعزيز الإنتاجية اراده ووزارة الزراعة ومرفق البيئة العالمي مشروع المنح الصغيرة. وتؤكد مستشارة مركز ارادة في المحافظة نسرين خليل أن المركز يقدم العديد من الخدمات المتمثلة في الحث على الاستثمار لغايات الحد من الفقر والبطالة عن طريق المشاريع الصغيرة والمتوسطة ،وتقديم الدعم من خلال إكساب التدريب اللازم لأصحاب المشاريع أو العاملين معهم سواء كان تدريبا فنيا أو إداريا أو دعما ماليا. ويقول سامر قرعان استشاري المركز، ان إتاحة الفرصة لعدد من الجمعيات للتعرف على صناعة الصابون يأتي بهدف إتاحة الفرصة أمامها لتصنيع هذه المادة التي تحقق دخلا إضافيا لبعض الأسر مشيرين الى أن المركز يسعى للتواصل مع المجتمعات المحلية من خلال الزيارات والمتابعات المستمرة مع القيادات المحلية ، والتعرف على حاجاتها وإكسابها التدريب اللازم من خلال جلسات ومحاضرات كجلسة صناعة الصابون التي انتهت بتطبيق عملي لخمس سيدات من المنطقة ومن ثم تعميم الفكرة لعدد اكبر من سيدات المجتمع المحلي .