دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إلى إعادة تشكيل صندوق النقد الدولي باعتباره حجر الزاوية في تنظيم السوق العالمية ووضع نظام للإنذار المبكر للاقتصاد العالمي وسط تجمع زعماء الاتحاد الأوروبي لعقد قمة في بروكسل. وقال بعد محادثات مع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو "يتعين إعادة تشكيل صندوق النقد الدولي ليفي بأغراض العالم الحديث." وأيدت الدول الأوروبية دعوات من فرنسا وبريطانيا -الأربعاء -لإصلاح جذري للنظام المالي العالمي في حين يلوح الكساد في أفق غرب أوروبا نتيجة لأسوأ أزمة ائتمان منذ الكساد العظيم. وقال براون أن شركات متعددة الجنسيات قبلت الحاجة لرقابة عابرة للحدود بدلا من الرقابة الوطنية لكنه لم يورد أي إشارة إلى ما إذا كانت بريطانيا قد تخفف من عداوتها طويلة الامد للرقابة المالية الامريكية. وأكد كل من براون وباروزو على ان الاتحاد الاوروبي يجب ألا يتراجع عن خطط طموحة لمكافحة التغيرات المناخية عن طريق خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والحفاظ على الطاقة وتشجيع مصادر الطاقة المتجددة على الرغم من الأزمة المالية. من جهته عضد وزير المالية الهولندي فوتر بوس رأي براون حول ضرورة تعزيز دور صندوق النقد الدولي، وأوضح أنه في في ظل غياب القيادة الأمريكية في الوقت الراهن فان المؤسسة المالية يجب أن تساعد في تطوير هيكل رقابي للأسواق العالمية. وفي المقابل يرى جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورج ورئيس مجلس وزراء مالية مجموعة اليورو إن المناقشات المكثفة بشأن إعادة هيكلة النظام المالي غير ممكنة "في ذروة الأزمة المالية." وتوقع يونكر من بريطانيا أن تعيد النظر بشأن انضمامها لليورو بعد الأزمة لأنها ستريد دورا كاملا في جميع أجهزة صنع القرار. وتجاهل براون أي حديث عن الانضمام لليورو في مؤتمر صحفي في لندن الثلاثاء وقال ان موقف بريطانيا لم يتغير. فيما اقر اندرس فو راسموسن رئيس وزراء الدنمرك ان بلاده دفعت ثمنا باهظا يتمثل في فقد النفوذ السياسي وارتفاع أسعار الفائدة بسبب بقائها خارج منطقة اليورو. وتمكن زعماء منطقة اليورو من وقف انهيار أسواق الأسهم العالمية بالاتفاق الاحد على خطة انقاذ منسقة بلغت قيمتها 2.2 تريليون يورو للبنوك الاوروبية الكبيرة التي تضررت من أزمة الرهون العقارية عالية المخاطر في الولاياتالمتحدة. ويقول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وبراون ان هذه الأزمة أظهرت ان الهيكل المالي الذي وضع بعد الحرب العالمية الثانية لم يعد قادرا على القيام بمهمته ودعا آخرون الى تبني قواعد جديدة تتعلق بكل شيء من صناديق التحوط الى رواتب المسئولين التنفيذيين. وتبنت مسودة بيان ختامي حصلت رويترز على نسخة منها دعوة ساركوزي من أجل "إصلاح حقيقي وشامل" للنظام المالي العالمي الذي ارست قواعده اتفاقية "بريتون وودز" لكن المسودة لم تذكر بالتحديد فكرته عن عقد قمة مالية دولية طارئة في عام 2008. وتأسس صندوق النقد الدولي بناء على اتفاقية "بريتن وودز" التي حددت أسس التعاون الاقتصادي الدولي بهدف تجنب تكرار الكساد العظيم في العشرينات، والهدف منه هو ضمان استقرار النظام المالي العالمي وتقديم النصح لأعضائه البالغ عددهم 184 دولة وتقديم المساعدات المالية حيث توجد حاجة لذلك. (رويترز)