أوصى الجنرال ديفيد بترايوس القائد القادم للقيادة الوسطى الأمريكية باتخاذ مبادرات لفتح حوار مع حركة طالبان في أفغانستان، في وقت يناقش فيه وزراء الدفاع بحلف شمال الأطلسي - الناتو كيفية مواجهة العمليات المتصاعدة ضد قوات التحالف هناك. وقال الجنرال بترايوس الأربعاء أمام منتدى استضفته مؤسسة "هريتدج" المحافظة للدراسات والبحوث "اعتقد فعلا أن على الولاياتالمتحدة التحدث مع "الأعداء"، وأضاف "اذا كان هناك أشخاص مستعدون للتصالح فسيكون هذا خطوة إيجابية في بعض من هذه المناطق التي تتدهور فيها الامور بالفعل." وأشاد الجنرال الذي تولى قيادة القوات الأمريكية في العراق سابقا بمبادرة الرئيس الافغاني حميد كرزاي المتعلقة بإجراء حوار مع طالبان عبر السعودية. وأكد الجنرال بترايوس أن "الأمر الأساسي هو التأكد من أن كل الامور تجرى بالتنسيق التام والدعم الكامل للحكومة الافغانية والرئيس كرزاي". ويتولى بترايوس في 31 اكتوبر/ تشرين الاول القيادة الأمريكية الوسطى التي تختص بالمصالح العسكرية الامريكية في الشرق الاوسط وفي جنوب ووسط اسيا. ويناقش وزراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي الخميس في بودابست الوضع في افغانستان حيث ينفذ التحالف الغربي أكبر عملية وأشدها تعقيدا في تاريخه. كما سيناقش الاجتماع غير الرسمي العلاقات الحساسة مع باكستان التي يعتقد أن أعضاء طالبان غالبا ما يلجأون إليها. وتصاعدت أعمال العنف في أفغانستان على مدى العامين الاخيرين وخصوصا في الاقاليم الممتدة على الحدود الشرقية مع باكستان. وحيال الهجمات التي تزداد ضراوة من حركة طالبان، يتوقع أن يطلب وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس من حلفائه ال 25 ارسال قوات اضافية لمؤازرة القوة الدولية التي يبلغ عدد عناصرها قرابة 51 ألف جندي بقيادة الحلف الاطلسي منذ عام 2003. ووافقت حكومة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل يوم الثلاثاء على السماح بزيادة القوات الالمانية هناك بما بين الف الى 4500 جندي. لكن برلين تقاوم دعوات واشنطن لتمركز القوات في الجنوب الذي يشتد فيه التمرد. وتخطط الولاياتالمتحدة لزيادة قواتها في افغانستان من 33 الف جندي حاليا بينهم 13 الفا تحت قيادة حلف الاطلسي لكن المسؤولين الامريكيين يخشون ان يرى الحلفاء ذلك مبررا لعدم الوفاء بالتعهدات. البنتاجون يعترف بقتل مدنيين في غارة في غضون ذلك، اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في تحقيق صدر الأربعاء بأن عدد المدنيين الذين قتلوا خلال هجوم أمريكي على قرية عزيز آباد الواقعة غربي أفغانستان يفوق بأربعة أضعاف ما تم الكشف عنه من قبل الجيش الأمريكي، حيث بلغ 33 مدنيا. وتتناقض هذه الأرقام مع ما أعلنه الجيش الأمريكي في 22 أغسطس/ آب، حيث أشار أن الغارة أسفرت عن مقتل سبعة مدنيين فقط، في حين تقول المصادر الأفغانية وتقرير للأمم المتحدة أن الغارة أسفرت عن مقتل 90 مدنيا بينهم 60 طفلا. لكن التقرير اعتبر أن قوات التحالف تصرفت عملا بالاجراءات المطبقة في زمن الحرب. وقال الجنرال مايكل كالان الذي أجرى التحقيق إن "قوات التحالف قد تحركت بناء على معلومات جديرة بالثقة، في حالة الدفاع عن النفس وعملا بالإجراءات المطبقة في زمن الحرب". ومع تأكيد هذا الرقم، تعتبر هذه الغارة اسوأ خطأ ارتكبه التحالف منذ التدخل الامريكي قبل سبع سنوات للاطاحة نظام حركة طالبان المتهم بايواء تنظيم القاعدة ودعمه. (وكالات)