أعلن الجيش الباكستانى الثلاثاء فى بيان تعيين الجنرال أحمد شجاع باشا مديرا جديدا لجهاز المخابرات المشترك خلفا للجنرال نديم تاج الذي تولى رئاسة هذا المكتب منذ أقل من عام . ويعد جهاز المخابرات الداخلية -الذي كثيرا ما يشار اليه باعتباره "دولة داخل الدولة"- أقوى جهاز للمخابرات في باكستان ويلعب دورا طليعيا في مكافحة طالبان والقاعدة ، وهو مرهوب من أفغانستان والهند المجاورتين ومن الساسة الباكستانيين المدنيين الذين أطاحت انقلابات الجيش بحكوماتهم. يأتى تعيين أحمد شجاع باشا الى جانب تعيين 13 جنرالا ، بعد شهور من تشكيك المسئولين الأمريكيين في مصداقية ادارة المخابرات الرئيسية بالجيش في الحرب على الإرهاب ، وترقب أجهزة المخابرات في الولاياتالمتحدة وفي الدول المجاورة عن كثب التغييرات في باكستان. وساعد الجهاز الولاياتالمتحدة في تصفية مئات من مقاتلي القاعدة منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001 على نيويورك وواشنطن لكن مسئولين أمريكيين أبدوا قلقهم من تقلص ما يحققه حلفائهم من نتائج. وبلغ خوف الولاياتالمتحدة -من أن يكون عملاء الجهاز يقومون بدور العميل المزدوج بدعم مقاتلين متشددين- ذروته بعد هجوم انتحاري قتل فيه 58 شخصا خارج السفارة الهندية في كابول في يوليو تموز الماضي. شغل أحمد شجاع باشا سابقا منصب مدير العمليات العسكرية في الجيش التي تشرف على جهاز المخابرات المشترك ، وهو مقرب من الجنرال اشفاق كياني الذي تولى قيادة الجيش قبل عام خلفا للرئيس السابق برويز مشرف ، الذي هزم معسكره في انتخابات فبراير النيابية والذى أجبر على الاستقالة في أغسطس الماضى بعد تسعة أعوام على انقلابه العسكري ، وانتخب اصف علي زرداري -أرمل رئيسة الوزراء المعارضة الراحلة بنازير بوتو التي اغتيلت في 27 ديسمبر رئيسا للدولة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي. وفي يوليو حاولت الحكومة الائتلافية إخضاع جهاز المخابرات المشترك لسلطة وزارة الداخلية بلا جدوى. ويشير المحللون أن الجهاز يخضع نظريا لسلطة رئيس الوزراء لكنه يشكل في الواقع "دولة ضمن الدولة" تدور في فلك الجيش ، وقادت المؤسسة العسكرية البلاد مباشرة طوال أكثر من نصف عمرها البالغ ستين عاما وبشكل غير مباشر في الفترات الأخرى من خلال حكومات مدنية يحركها الجنرالات. (ا ف ب)