أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل ساعات من لقائه مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي تشارف ولايته على الانتهاء اعتزامه مواصلة المفاوضات مع إسرائيل. وقال عباس إنه سيبلغ بوش بأن "ما يهمنا، سواء وصلنا إلى اتفاق أم لا أن نستمر في المفاوضات", سواء مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة أو الإدارة الأمريكية المقبلة. وفي مقابلة مع صحيفة "الحياة" اللندنية نشرت الخميس قال عباس إنه يعارض الانتفاضة العسكرية لأن "الانتفاضة دمرتنا، ونحن لسنا مستعدين أن ندمر مرة أخرى". وتحل الذكرى الثامنة للانتفاضة الفلسطينية الثانية "انتفاضة الأقصى" بعد أيام، واندلعت اثر زيارة استفزازية لزعيم المعارضة الاسرائيلية ارئيل شارون الى المسجد الأقصى المبارك بالقدسالمحتلة، والذي يطلق عليه اليهود "جبل الهيكل او المعبد"، ويريدون بناء معبد يهودي على حسابه. ويستعرض الرئيس الفلسطيني مع الرئيس الامريكي حصيلة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في وقت تعززت فيه الشكوك بشأن نتيجة المفاوضات بسبب التغييرات السياسية في اسرائيل حيث دفع رئيس الوزراء ايهود اولمرت إلى الاستقالة اثر الاشتباه بتورطه في قضايا فساد. ومنذ تحريكها في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 في انابوليس قرب واشنطن بهدف التوصل الى اتفاق في 2008، تشهد هذه المفاوضات تعثرا بسبب تواصل الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية بينما لم يسجل اي اختراق في ملفات هامة مثل قضية القدس واللاجئين الفلسطينيين والحدود. الاستيطان أمام مجلس الأمن على صعيد متصل، قال وزراء الخارجية العرب يوم الاربعاء ان الدول العربية ستطلب جلسة عاجلة لمجلس الامن التابع للامم المتحدة لمناقشة النشاط الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية. وقال وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط للصحفيين " سيكون هناك طلب عربي لاجتماع لمجلس الامن لمناقشة مسألة المستوطنات... في أقرب وقت ممكن ونأمل ان يكون هذا الاسبوع". كان ابو الغيط يتحدث بعد اجتماع لوزراء الخارجية العرب على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة. ويقول الفلسطينيون إن توسيع الاستيطان اليهودي في الضفة الغربيةالمحتلة يقوض الجهود التي ترعاها الولاياتالمتحدة لتحقيق اتفاق سلام، بينما تقول اسرائيل انها تعتزم مواصلة البناء في الكتل الاستيطانية الكبيرة التي تنوي الاحتفاظ بها تحت أي اتفاق سلام في المستقبل. ووفقا لتقرير لجماعة حقوق الانسان الاسرائيلية /بتسليم/ فان السلطات الاسرائيلية والمستوطنين استولوا على مساحات كبيرة من الارض في الضفة الغربية لاقامة مناطق امنية حول المستوطنات اليهودية وراء جدار عازل تبنيه اسرائيل. اصابة مناهض للاستيطان في غضون ذلك، أصيب المؤرخ الاسرائيلي زئيف شتيرنهيل المعروف بمواقفه المعارضة للاستيطان في الاراضي الفلسطينية ليل الاربعاء الخميس في انفجار عبوة ناسفة في منزله في القدس. وشتيرنهيل استاذ في العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس وخبير في قضايا الفاشية وخصوصا جذزرها العقائدية في فرنسا حيث لقيت اعماله رواجا كبيرا. وهو يتبنى مواقف ضد القوميين المتشددين في اسرائيل والاستيطان ودعا الى تسوية سلمية مع الفلسطينيين. كما عارض الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة معتبرا هذا الاجراء "لا اخلاقي وغير فعال". وانتقد اليمين واليمين المتطرف بشدة منحه جائزة اسرائيل اعلى مكافأة مدنية في اسرائيل, في 2008. (وكالات)